أجمع المختصين في القطاع الصحي أن استعمال العشوائي لجرعات الأكسجين للمصابين بكورونا قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصل للموت في اغلب الأحيان وحذر المختصين من تفاقم الوضع الصحي بسبب نقص عدد الأسرة في المستشفيات، وغياب الإسعافات الأولية للمرضى ما أجبرهم على البحث عن قارورات الأكسجين لإنقاض ذويهم دون تحديد كميات مدروسة وفق قياس الظغط للمريض.
وحذر اليوم، رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور، بقاط بركاني، من الاستعمال العشوائي لقارورات مكثفات الأكسجين مؤكدا أن جسم المريض الذي يتعرض لصعوبات في التنفس يمكن أن تقع له مضاعفات خطيرة في حال استعمل الأكسجين دون استشارة الطبيب قد تؤدى إلى الموت.
وراجت في الآونة الأخيرة فيديوهات وإرشادات عبر مواقع التواصل الإحتماعي، كاليوتوب والفيسبوك" توضح كيفية استعمال قارورات الاكسجين للمصابين بفيروس كورونا ما زاد الوضع سوء وأصبح البحث عن قارورات الاكسجين اكثر من البحث عن ترياق التطعيم.
البروفيسور بقاط: "هذه مخاطر استعمال الأكسجين دون استشارة طبية"
وفي هذا الصدد قال بقاط في حديثه لـ"البلاد" أن أجهزة التنفس الصناعي التي تستخدم لإسعاف ذوي الحالات الحرجة يمكن أن تسبب ضررا أكثر من أن تكون نافعة وتصل في كثير من الأحيان للموت، بسبب الضغط الشديد على الرئة التي تتعرض للانفجار.
وحسب الدكتور فان المريض يخضع لبرنامج تنفس اصطناعي خاص محدود بكميات مدروسة يستعمل فيها مقياس مثله مثل جرعات الدواء وفق استشارات طبية.
وحذر بقاط من خطورة استخدام قارورات الأكسجين بشكل عشوائي، مفيدا أن المريض الذي ينخفض عنده معدل الأكسجين في الدم تحت 80 و 75 بالمائة يعطى له كميات ليستقر الضغط في الدم .
وحذر المتحدث من حالات تسمم الأكسجين الذي يؤدي إلى تلف الرئة نتيجة استنشاق الكثير من الأكسجين الإضافي، ويمكن أن يسبب السعال وصعوبة التنفس، وفي الحالات الشديدة يؤدي إلى الوفاة.
ومن جهة أخرى تشير التقرير والأبحاث العلمية أن الكثير من الأطباء يستعينون بأقنعة صغيرة توصل بالأنف، بدل أجهزة التنفس التي قد تسبب صعوبات لدى إدخالها في جسم المريض.
وللإشارة يُعد الأكسجين جزءا أساسيا من الرعاية الصحية في المستشفيات وفي بعض حالات المرضى، ويؤدي نقصه أو انقطاعه إلى حوادث قد تصل للوفاة.
البروفيسور كتفي: "المرضى لجؤوا لاستعمال الأكسجين بطرق عشوائية بسبب نقص الأسرة في المستشفيات"
أرجع رئيس مصلحة الأمراض الصدرية بمستشفي رويبة البروفيسور، كتفي عبد الباسط ، في حديثه لـ"البلاد" سبب لجوء المواطنين إلى الاستعانة بقارورات الأكسجين المكثف نظرا للضغط الموجود في المستشفيات ونقص الأسرة التي أجبرت أهالي المرضى إسعاف ذويهم بكل الطرق، مفيدا أن بعض الحالات تم إسعافها في البيت بجرعات أكسجين دون فائدة وبعد بلوغها المستشفى تكون بلغت نسب متقدمة من المرض، مشيرا أن الاستشارة الطبية تقي الوصول إلى مرحلة التنفس الاصطناعي وتجنب المريض الموت المحقق.
وحسب المتحدث فان بعض من استعملوا الأكسجين في المنزل فاقموا وضعية المصابين وساهموا في تأخر الإسعافات الأولية وبالتالي فإن تدخل الطبيب يكون صعب في عملية إنقاذ المريض.
وشدد الطبيب على ضرورة الحرص في الكميات المأخوذة وفق استشارة طبية لإنقاذ الأرواح وتجنب الموت المحقق.
وللإشارة يوصف العلاج بالأكسجين للأشخاص الذين لا يستطيعون الحصول على كمية كافية من الأكسجين بمفردهم، ويحدث هذا غالبا بسبب أمراض الرئة التي تمنع الرئتين من امتصاص الأكسجين، مثل مرضى الانسداد الرئوي المزمن، والالتهاب الرئوي، والربو، والحالات الشديدة من مرض فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19".
كما يستخدم الأكسجين الطبي لاستعادة تركيز الأكسجين في الأنسجة في حالات مثل توقف التنفس، والسكتة القلبية، والصدمة، والتسمم بأول أكسيد الكربون، والنزيف الشديد، وفي التخدير.
ويمتد استخدام الأكسجين الطبي خارج نطاق المستشفى، حيث يعتمد آلاف الأشخاص على تقنيات الأكسجين الطبي المحمولة، لاستعماله في البيت لأوقات معينة أو بشكل مستمر.
ومن طرق تحديد ما إذا كان الشخص سيستفيد من العلاج بالأكسجين استخدام مقياس التأكسد النبضي الذي يقيس مستويات الأكسجين بشكل غير مباشر، أو التشبع، دون الحاجة إلى عينة دم.
وبخصوص مقياس التأكسد النبضي (pulse oximetry) هو اختبار يستخدم لقياس مستوى الأكسجين (تشبع الأكسجين) في الدم. وهو مقياس سهل وغير مؤلم لمدى جودة إرسال الأكسجين إلى أجزاء الجسم الأبعد عن قلبك، مثل الذراعين والساقين، وفقا لموقع جونز هوبكنز للطب.
ويتم وضع جهاز يشبه القصاصة يسمى مسبارا على جزء من الجسم، مثل الإصبع أو شحمة الأذن، ويستخدم المسبار الضوء لقياس كمية الأكسجين في الدم. وتساعد هذه المعلومات مقدم الرعاية الصحية في تحديد ما إذا كان الشخص بحاجة إلى أكسجين إضافي أم لا.
وبخصوص مقياس التأكسد النبضي هو عادة اختبار دقيق إلى حد ما. وهو صحيح بشكل خاص عند استخدام معدات عالية الجودة. وعادة، يجب أن يحمل الأكسجين أكثر من 89% من الدم، وهذا هو مستوى تشبع الأكسجين اللازم للحفاظ على صحة الخلايا والجسم.
ويعتبر مستوى تشبع الأكسجين بنسبة 95% طبيعيا لمعظم الأفراد الأصحاء. ويشير المستوى 92% إلى نقص تأكسد الدم المحتمل، أو نقص الأكسجين الذي يصل إلى أنسجة الجسم.
