نجحت مصالح الضبطية القضائية لدائرة اختصاص بئر مراد رايس بالعاصمة، بفضل كاميرات المراقبة المنصوبة عبر الطريق السريع الرابط بين محور الشراقة وسعيد حمدين، من الإيقاع بلص مسبوق قضائيا ترصد بمعية صديق المتواجد في حالة فرار لعملية تسليم مغترب بأمريكا لقريبه حقيبة يد بها مبلغ مليار و400 مليون سنتيم، لإيداعه بإحدى الوكالات البنكية في سعيد حمدين، بعد ملاحقة حامل الأموال والتربص به فور توقفه لأداء صلاة العصر، ليتمكنا من السطو على المبلغ بعد تحطيم السيارة.
تعود ملابسات هذه القضية إلى الأسبوع الفارط، حين التقى المغترب بأمريكا قريبه في مدينة الشراقة وسلمه مبلغ مليار و400 مليون سنتيم ليتوجه به لإيداعه بإحدى الوكالات البنكية بسعيد حمدين في بئر مراد رايس، غير أن الواقعة كانت تحت ترصد المتهمين اللذين ظلا يلاحقان السيارة التي كان على متنها قريب المغترب، وبسماعه آذان العصر توقف قريب الضحية لأداء الصلاة بأحد المساجد، وهي الفرصة التي استغلها المتهمان، فتوجها نحو سيارته مستعملين كماشة لتحطيم السيارة للاستيلاء على الحقيبة التي كانت تحوي المبلغ المالي ثم لاذا بالفرار. وعند عودته تفاجأ بالواقعة فوتوجه لإيداع شكوى أمام مصالح الأمن ضدّ مجهولين.
وفي سياق التحقيق، ومن خلال معاينة كاميرات المراقبة المنصوبة عبر الطريق السريع لشطره الرابط بين الشراقة وسعيد حمدين، رصدت التسجيلات شخصين يلاحقان سيارة الشاكي منذ استلامه حقيبة الأموال إلى غاية توقفه قرب المسجد وكيفية تنفيذهما جريمتهما.
وعلى إثرها تمكنت الضبطية القضائية من تحديد هوية أحد المتورطين بحكم سوابقه العدلية، لتتخذ الإجراءات القانونية ضده وأسفر عملية تفتيش مسكنه عن العثور على مبلغ 20 مليون سنتيم وجهاز إلغاء التحكم عن بعد لتعطيل النظام الأوتوماتيكي لإغلاق أبواب السيارة، كما حجز داخل سيارته مبلغ 13 مليون سنتيم وسكين من الحجم الكبير والكماشة المستعان بها لاستهداف سيارة الضحية. واستمرارا للتحقيق، تم اقتياد المتهم إلى مركز وسماعه على محضر رسمي، حيث أقر بالأفعال المنسوبة إليه، مؤكدا قيامه بذلك بتحريض من صديقه الذي سلمه مبلغا ماليا ليقتني له هاتفا نقالا ذكيا من طراز "آيفون 7".
وفيما لم تتمكن الضبطية القضائية بعد من توقيف المتهم الثاني، أحيل المتهم الأول للمحاكمة أمام محكمة الجنح الابتدائية لبئر مراد رايس وفقا لإجراءات المثول الفوري، لارتكابه جنح السرقة بالتعدد، والتحطيم العمدي لملك الغير وحمل أسلحة بيضاء دون مبرر شرعي، غير أنه تراجع عن تصريحاته، وأنكر تورطه أو علمه بالواقعة، إذ جاء براوية مغايرة أكد فيها أنه وبحكم أنه يعمل كسائق أجرة غير شرعي نقل يومها صديقه إلى سعيد حمدين ليستعيد مبلغا ماليا كان يدين به لأحد معارفه، مضيفا أن صديقه سلمه المبلغ المالي المصادر بحوزته ليقتني له أحذية رياضية لثلاثة من أبنائه، ملتمسا إفادته بالبراءة بعدما التمس وكيل الجمهورية عقابه بـ 7 سنوات حبسا نافذا و10 ملايين سنتيم. فيما يواجه صديقه المتواجد في حالة فرار غيابيا، عقوبة الـ 10 سنوات حبسا نافذا و50 مليون سنتيم مع إصدار أمر بالقبض الجسدي ضدّه، في وقت تأسس فيه قريب المغترب طرفا مطالبا بإلزام المتهمبن بإرجاع الأموال محل سرقة.
