
شيع اليوم سكان الحي المعروف باسم كوسيدار في عين النعجة بالعاصمة جنازة الشاب المتوفى ليلة الخميس إلى الجمعة بسبب طعنات سيف تلقاها من طرف بعض المدمنين، الضحية في العشرينات من العمر، متزوج وأب لطفلة لفظ أنفاسه متأثرا بالجروح.
فيما عرف الحي قدوم قوات مكافحة الشغب التابعة لمصالح الدرك الوطني التي حاولت السيطرة على الوضع أمام منطق ما أصبح يعرف حسب السكان باسم "الحسايف"، والانتقام في حرب لاتزال مشتعلة بين المنحرفين في الحي الذي سبق أن عرف عدة مناوشات وانفلات أمني كبير منذ سنة 2013 وقبل أن يتم ترحيل سكان الحي القصديري المالحة، والذي رغم ترحيل قاطنيه لم ينعم سكان كوسيدار بالراحة والطمائنينة أمام اختلاط العقليات وسط شباب الحي والمرحلين من مختلف بلديات العاصمة أهمها أحياء الكاريار بباب الواد ودرڤانة بالعاصمة وكذا برج الكيفان.
وحسب المعطيات الأولية التي تحوز عليها "البلاد" من بعض السكان الذين حضروا الجنازة أمس، فإن القضية تعود لخلاف بين عصابات المدمنين والمتاجرة بالمخدرات، لتقود أحدها إلى نصب كمين للضحية، تمثل في إرسال احد أفرادها لأجل اقتياده إلى مكان معزول ليباغت من طرف أربعة منحرفين، فقاوم اثنين منهم قبل أن يتلقى طعنات قاتلة بواسطة سلاح أبيض من الصنف السادس تؤكد المصادر أنه عبارة عن سيف، حيث تم نقل الضحية إلى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة وكان يفترض أن يتم تشيعه أمس الجمعة.
ولكن مصالح المستشفى رفضت منحهم تصريح إخراج الجثة قبل إجراء تحاليل الطب الشرعي لتأكيد سبب الوفاة وإحالة الملف على مصالح الدرك الوطني، فيما كشفت المصادر أن الأوضاع لاتزال متوترة، حيث تم طعن شاب آخر خلال صلاة الجمعة أمام منزل الضحية دون تدخل أي جهة أمام استفحال منطق العصابات والمنحرفين الذين كانوا مدججين بأسلحة، الأمر الذي سيعرض حياة آخرين إلى الموت وحول حياة السكان إلى جحيم لا يطاق في ظل الغياب التام للأمن، خاصة أن المواجهات تجدد بين الفينة والأخرى منذ سنين خلت دون أن تتمكن السلطات المحلية من السيطرة على الوضع والقبض على المجرمين في ظل ارتفاع مطالب السكان بضرورة إنجاز مقار للأمن والدرك الوطني أو حتى لقوات الصاعقة في حي "العصابات".