لا كرامة.. لمن باع دينه

استقبل بابا الفاتيكان شيخ الأزهر.. وأجلسه على كرسي أخفض من كرسيه..

 

استقبل بابا الفاتيكان شيخ الأزهر.. وأجلسه على كرسي أخفض من كرسيه.. وقال العارفون بشؤون البروتوكولات ـ لا تنسوا أن البابا رئيس دولة ـ.. إن تصرفه هذا.. يمثل إهانة للشيخ.. وانتقاصا من مكانته العلمية والروحية.. فالأرهز بالنسبة إلى طائفة من المسلمين.. كالفاتيكان بالنسبة إلى المسيحيين.. فكان حريا بالبابا أن يراعي هذه المكانة.. وألا يزري بالشيخ إلى هذا الحد.

وهذه القصة.. تذكّرنا بما وقع للسفير التركي في إسرائيل.. حين استدعاه وزير الخارجية الصهيوني.. وأجلسه على كرسي خفيض انتقاما من تركيا.. وعرفنا كيف ردت تركيا على ما اعتبرته إهانة لكرامتها الدبلوماسية.. وأظن إسرائيل قدمت اعتذارا.. ولا يُستغرب هذا من الصهاينة.. كما لا  ننسى أن حبل الصرة موصول بين اليهود والنصارى.. وتحديدا في هذا العصر.

بقي أن نسأل: هل يشعر شيخ الأزهر بهذا الانتقاص أو بأي امتعاض؟ وهل يفكر في الرد بطريقته الخاصة على هذا الإذلال.. فيرفض استئناف “حوار الأديان” بين الطرفين على سبيل المثال؟ لا أظنه يحس بذلك.. كما لا أظنه سيقدم على ما يغضب سيده في مصر.

  تذكّروا أن شيخ الأزهر هذا ـ أحمد الطيب ـ من المتواطئين مع سلطة العسكر التي انقلبت على الرئيس المنتخب “محمد مرسي”.. فقد جاور في ذلك اليوم المشؤوم بابا الأقباط.. ليوقع صك المؤامرة.. ويدير ظهره لإرادة الشعب المصري.. ويزيد الأمر سوءا أن الرئيس الذي خذله من أبناء التيار الإسلامي.. أي إنه ـ بحكم التوجه ـ أقرب إليه من الجنرال الانقلابي.. الذي يبدي ما يعادي الدين.

  ولأن الله يعجل الخزي لبعض الناس.. قبل أن يتلقفهم الموت.. فإن ما حدث للشيخ.. الذي يرى أن أكبر خطر يواجه العالم هو الإرهاب.. وليس الاستبداد وإسرائيل وهذا المجون الأخلاقي الذي يطوح بالبشرية.. يمكن أن يكون عقابا لمن باع نفسه للشيطان.. باسم الدين.. وبوحي من كرسي مشيخة الأزهر.

  فمن يذل لديكتاتور.. متصف بالنزق وجنون العظمة والولوغ في دماء الأبرياء وخدمة المشروع الصهيوني العالمي.. ولا يقوى على قول كلمة حق واحدة  في وجه الباطل المستشري في مصر.. ويُقبل بنهم عجيب.. على بيع دينه وشرفه ـ كإنسان بالدرجة الأولى ـ مقابل حظوظ دنيوية رخيصة.. غُمست في الدماء والمظالم والإعدامات.. لن يكون جديرا بأي احترام.. ولعل ما فعله بابا الفاتيكان إزاءه هو بعض الثمن الذي يدفعه.. بانتظار أن يمثل أمام محكمة الديان.. القائل “.. إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ..” (34 التوبة).

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الأمن الوطني: إلقاء القبض على فتاة مبحوث عنها محل 54 أمر بالقبض في وهران

  2. ارتفاع متوقع في درجات الحرارة غدا السبت بهذه المناطق

  3. حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي

  4. الأهلي المصري يبلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة تواليا