لا أدري ما هي الملاحظات التي سجلتها الجزائر في الجامعة العربية.. على هامش القرار الذي اعتبر ”حزب الله” اللبناني.. منظمة إرهابية.. كما لا أدري لمَ تكسب الجزائر عداوة الشعب السوري.. من أجل نظام قمعي آيل للسقوط.. اليوم أو غدا؟
كان يمكن الوقوف على الحياد.. إن تعذرت نصرة الشعب السوري.. أما أن تتحول الخارجية الجزائرية.. إلى طوق نجاة يتشبث به نظام متهالك.. ليس أكثـر من قوقعة يختبئ بداخلها الولي الفقيه.. لينفذ أجندته الصفوية..فهذا ما يثير الاستغراب حقا.. و أغرب من ذلك.. نصرة حزب الله و اعتباره جماعة مقاومة!!
حزب مسلح.. ليس أكثـر من مخلب إيراني في جسم لبنان والعرب.. يتظاهر بمقاومة إسرائيل ليستولي على السلطة في لبنان.. ويعرقل للمرة السادسة والثلاثين انتخاب رئيس للجمهورية.. ويتولى في ظل هذا الفراغ.. تطبيق مشروعه الخياني في سوريا واليمن والعراق.. وعينه على ما وراء ذلك... أقول.. حزب كهذا.. كيف يسوغ الدفاع عنه؟!
نحن في الجزائر ـ بصفة خاصة ـ.. ندرك جيدا.. معنى وخطر وجود منظمة مسلحة خارج إطار الدولة.. وكيف يتصرف من يكتسب ”شرعيته” ـ كما يعتقد ـ من خلال السلاح الذي في يده.. ومن ثم ندرك إلى أين ستؤول الأمور في النهاية.. عندما يصار إلى استعمال هذا السلاح.. لتحقيق مآرب سياسية.
والسؤال: لمَ نتصرف إذن.. على نقيض قناعاتنا المعلنة على الأقل؟ وكيف نقبل منح شرعية لميليشية مسلحة.. ثبت بالدليل أنها تابعة لإيران.. وتتلقى أوامرها من هناك.. أي إنها بالبعد العربي ـ على الأقل ـ منظمة غير عربية.. وهي لا تختلف في شيء عن باقي الميليشيات الشيعية الدموية.. التي تحولت إلى أدوات قتل وتهجير وتدمير.. تعمل بلا هوادة ضد ”أهل السنة” حيث وُجدوا؟
مهما كانت الاعتبارات.. فالسياسة مصالح ومبادئ.. ومن مصلحتنا.. إذا أعوزتنا المبادئ.. ألا نغرد خارج السرب العربي في قضية.. هي أخطر ما يواجه الوجود السني العربي بعد إسرائيل.
فالدولة التي تقبل بسيادة حزب مسلح في بلد عربي كلبنان ـ على سبيل المثال ـ.. هل تقبل أن يكون حزبا ما جزءا من منظومتها المسلحة.. أليس من المبادئ معاملة الغير بالمنطق نفسه.. واختبار مصداقيتنا في الخارج.. انطلاقا مما نفعل في الداخل؟
بتعبير أوضح: هل نقبل.. أن نكون بمثابة الطبعة الثانية من الحالة اللبنانية؟
