يبكون لـ”تمبكتو”.. إن دُمرت حلبُ؟

لا يهمنا الآن على الأقل.. إن كان الفاعل في تمبكتو إرهابيا أم لا؟

 

في قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود درويش ينعي فيها العرب.. يقول “في كُلِّ مئذَنةٍ حاوٍ، ومغتصبُ.. يدعو لأندلس إن حُوصرتْ حَلَبُ”.. أي إن العرب يخطئون الوجهة دائما.. ويخوضون معاركهم في غير مواقعها الحقيقية.

  وعلى نسق المعارك العربية.. تخوض محكمة الجنايات الدولية حربها ضد الإرهاب.. أو ما يمكن أن يمثل إرهابا.. فهي تحاكم “أحمد الفقي المهدي” باعتباره أحد المشاركين في تدمير أضرحة تمبكتو- المدينة المالية المدرجة على لائحة التراث العالمي-.. وترى في فعلته جريمة حرب “تتعلق بتدمير تراث ثقافي”.. لكنها لا تبصر حرب التدمير التي يمارسها بشار وحلفاؤه ضد ألف مدينة وبلدة سورية.. ولا تكلف نفسها عناء التنديد بموبقات الشيعة.. الذين يتداعون لحماية الأضرحة المقدسة.. التي لا وجود لها أصلا.. أو لا يعرف لها مكان في أحسن الأحوال.. ثم  يجهزون على كل أثر ثقافي أو معماري لأهل السنة.

لا يهمنا الآن على الأقل.. إن كان الفاعل في تمبكتو إرهابيا أم لا؟ وما هي قيمة الأضرحة المدمرة التي أعادت اليونسكو ترميمها؟ وماذا يوجد داخلها أصلا؟ كما لا يهمنا إن كان الفقي قد اعترف بجريمته الموصوفة - بناء على معايير محكمة الجنايات الدولية -.. وطلب الصفح.. وقال للقضاة “اعتبروني ابنا ضل طريقه”.

 ما يهمنا حصرا.. هو موقف “المجتمع الدولي” بمؤسساته الثقافية والعدلية من القضايا المقدسة للعرب والمسلمين.. فتدمير القدس وتشويه وجهها العربي الإسلامي.. من قبل العصابات الصهيونية.. لا يلفت نظر اليونسكو.. ولا يدعوها لاستصدار قرار دولي بالقبض على عصابة نتانياهو.. التي تمارس كل أنواع التخريب والتدمير.. لكن اليونسكو- ومن يرسل على موجتها - حريصون جدا على جلب إرهابيين - لا دين لهم ولا هوية - إلى المحكمة الدولية ومقاضاتهم.. قد يكون ما قاموا به شائنا.. لكن ماذا يساوي تدمير عدة أضرحة في صحراء تمبكتو.. قياسا بجرائم نتانياهو؟!

  وماذا عن حلب وأخواتها.. هذه المدن العتيقة.. بعبق تاريخها الموغل في القدم.. وقلعتها الصامدة في وجه البراميل.. وبمحتواها من المساجد وحتى قبور الصحابة.. وأحيائها التي تختزن تراثا إنسانيا غاية في الروعة.. ألا تعني شيئا بالنسبة إلى الإنسانية الزائفة؟

     أم إن عساكر بوتين وبشار وعصابات خامنئي.. الذين يصبون حقدهم الأعمى على المدن الثكلى.. مبرؤون من تهمة الإرهاب.. وما يقومون به لا يقتضي رفع دعوى مستعجلة أمام الجنايات الدولية.. لمحاكمة أكبر ثلاثة مجرمين في هذا القرن؟ إنه الكيل بمكيالين للأسف.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. الأمن الوطني: إلقاء القبض على فتاة مبحوث عنها محل 54 أمر بالقبض في وهران

  2. ارتفاع متوقع في درجات الحرارة غدا السبت بهذه المناطق

  3. حوالي 42 ألف مسجل للحصول على بطاقة المقاول الذاتي

  4. الأهلي المصري يبلغ نهائي دوري أبطال أفريقيا للمرة الخامسة تواليا