أفكار خطرة جدا

للأسف.. تروج هذه الأفكار لتزيد النار اشتعالا..

للمرة الثانية يمتنع "أمازيغ ليبيا" ـ كما يسمون أنفسهم.. ـ عن المشاركة في مؤتمر وطني لتسوية المعضلة الليبية  المتفاقمة.. ودعواهم في ذلك أن هذا المؤتمر يقفز على الواقع.. ويحاول فرض رؤية إقصائية.. تستثني الشعوب الأصلية ـ بهذا التعبير ـ من المساهمة في تقرير مستقبل ليبيا.. لعلهم يشيرون إلى قبائل "التبو" و"الطوارق" وغيرهما من الليبيين.

ومن ثم هم يرفضون مصطلح "الجيش العربي الليبي".. وكل نعت عربي لما  هو ليبي.. ويصرون على ترسيم الأمازيغية باعتبارها لغة وطنية إلى جانب  العربية.. ويفترضون أن ليبيا بلد متعدد الأعراق والهويات.

الفكرة ليست جديدة.. وليست ليبية محضة.. بل هي امتداد أو نضح لما يجري في مواطن أخرى قريبة.. على غرار الجزائر والمغرب.. حيث تنشط الآلة الدعائية التي تسعى لترسيخ الفرقة بين أبناء الوطن الواحد.. وحملهم على الاعتقاد بوجود شعوب أصلية.. هي صاحبة الأرض والحق.. وشعوب وافدة وغازية.. ليس لها من ذلك شيء.

للأسف.. تروج هذه الأفكار لتزيد النار اشتعالا.. وكأن ليبيا بما يكتنفها من صراع دموي ـ هو في أساسه سياسي ـ.. وما يحاك ضدها من مؤامرات  (عربية للأسف).. وما يتناولها من أطماع الدول الكبرى (إيطاليا وفرنسا بصفة خاصة).. أقول وكأن ليبيا بحاجة إلى من يزيد في معاناتها ليزيد تمزقها ويبقيها على فوهة بركان متفجر.

  المشكلة عندنا نحن العرب.. لا تكمن في إقرار لغة أو لغات إضافية.. ففي الهند وحدها ما يقرب من ثلاثين لغة وطنية وألف لهجة وأزيد من مليار مواطن.. لكنها دولة لا تخشى على نفسها من التمزق.. بل تكمن في ضعف البنية السياسية والثقافية لدولنا.. كي تتمكن من استيعاب الاختلاف.. وتحويله إلى تنوع إيجابي.. نحن العرب لسنا مؤهلين بعد لإذكاء الخلافات.. التي يبدو أكثرها مصطنعا ووافدا.. ولم يكن أصيلا في أي وقت من الأوقات.. بل هي من تداعيات السياسة الاستعمارية التي وخزت الجسد السياسي العربي بأكثر من حقنة تفرقة.. وتنتظر النتيجة.

كان يمكن تناول المسائل اللغوية في سياق ترسيخ أنظمة حكم ديمقراطية.. وإشاعة حريات هادفة.. وليس استغلال الفوضى القائمة لفرض أجندات نعلم خلفياتها وقد نجهل مآلاتها.. هذه أفكار خطرة جدا.. لأنه قد تصيب الدولة في مقتل.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1.  أمطار رعدية على هذه الولايات

  2. ملفات هامة على طاولة الحكومة

  3. ارتفاع أسعار النفط

  4. بلاغ هام لمسافري رحلة مارسيليا – الجزائر ليوم السبت 5 جويلية

  5. محكمة قسنطينة: إيداع مشتبه به الحبس المؤقت في قضية قتل الطفلة مروة بوغاشيش

  6. 1.615.000 دج نصاب الزكاة للعام الهجري 1446

  7. إعادة بعث مشروع إنجاز منفذ الطريق السيار - ميناء سكيكدة

  8. العالم الجزائري كريم زغيب ينال أعلى وسام مدني كندي

  9. انطلاق عملية بيع تذاكر نهائي كأس الجزائر

  10. إيداع مشتبه فيه الحبس المؤقت في قضية اختطاف وقتل الطفلة بوغاشيش مروة