الأزمة الكبرى: متى وكيف؟

ألا نخشى على أنفسنا.. وعلى مواطنينا وبلدنا ومستقبلنا؟

 

زعيم حزب حاكم.. أويساهم في الحكم ـ بتعبير أدق ـ يصرح بأن ”الأزمة الحقيقية لم تضرب بعد البلاد...” يقصد بالبلاد الجزائر طبعا.. وهو بهذا التحذير ـ من الدرجة الخامسة ـ يضعنا في عين الإعصار القادم.. لنقف وجها بوجه.. أمام أسئلة حادة وخطرة جدا.. قد تحيل بدورها إلى أسئلة أخرى.. أحد وأخطر.. هو لم يُعرف هذه الأزمة.. ولم يحدد أجلها.. ومتى ستحل علينا.. ولم يقترح طريقا للنجاة أو أسلوبا للمواجهة.. لقد حذرنا وكفى!

 هل نأخذ هذا التحذير على محمل الجد.. ونتعاطى معه باعتباره إنذارا أخيرا.. يعقبه إعصار من الدرجة الخامسة.. بما أن المعني يتحرك قريبا من مواقع صناعة القرار.. ويعلم الكثير مما لا نعلم؟.. أم نعي الرسالة في سياق السعي الرسمي.. لصرف انتباهنا عن الأزمة القائمة.. وحثنا على القبول بها.. وتحمل تبعاتها مهما كانت قاسية.. وفي هذه الحالة نكون في مواجهة لغة التخويف والاضطراب.. بعد أن تجاوزنا لغة الطمأنة والثقة بالنفس؟

هذا التصريح ورد في سياق إجابة عن سؤال يتناول ميزانية 2017.. وما تتضمن من إجراءات قد ترهق كاهل المواطن.. وتزيد إلى معاناته السابقة أثقالا جديدة.. لا أحد يعلم إن كان ظهره سيقوى على حملها أم لا!

 بدورنا نتساءل: هل الأزمة المالية الحالية التي تعصف بخزينة الدولة.. وقد تضعها في مهب الريح.. والناتجة عن انهيار أسعار النفط.. ليست حقيقية.. وبالتالي هي مجرد تهويل سياسي وإعلامي.. يقصد به إثارة الشكوك والاضطرابات.. لأن ما عند الدولة من احتياطي مالي بالعملة الصعبة.. يتيح لها بتجاوز أي أثر سلبي لتراجع الموارد العمومية؟

 وإذا كان الأمر على هذا النحو.. فبم نفسر لغة التقشف التي تطبع الخطاب الرسمي للحكومة.. وسد أبواب التوظيف في القطاع العمومي.. وتجميد المشاريع العامة.. وزيادة الضرائب.. والسعي لإلغاء الدعم عن الأسعار؟

 إذا سلمنا بأن الأزمة الراهنة هي مما يمكن استيعابه.. واحتواء آثاره السلبية.. فهل نفهم من كلامه أن ما ينتظرنا ليل أسود طويل.. تقل فيه الرؤية.. وتتراقص فيه الأشباح.. وتسود الكائنات الليلية على ما عداها؟ وإن العاصفة القادمة ستقتلع الأشياء من جذورها.. لترميها بعيدا.. ومن بمقدوره مواجهة عاصفة كهذه؟

 ألا نخشى على أنفسنا.. وعلى مواطنينا وبلدنا ومستقبلنا؟ الإجابة مؤجلة بانتظار الأزمة الحقيقية.. الأزمة الكبرى!

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  2. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  3. صوامع الحبوب.. رهان الجزائر لتقوية الإنتاج الزراعي و تحقّيق الأمن الغذائي

  4. الفريق أول شنقريحة يشرف على تمرين "الحصن - 2024"

  5. الجوية الجزائرية: هذا موعد أول رحلة للحجاج إلى البقاع المقدسة

  6. الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  7. بريد الجزائر.. هذه مدة الاحتفاظ ببريد الزبائن على مستوى المكاتب

  8. تزامنا مع انطلاق الاحصاء العام للفلاحة غدا ..إصدار طابعين بريديين حول الإحصاء العام للفلاحة 2024

  9. مصدر أممي: الجزائر وسلوفينيا تطلبان عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول رفح

  10. توقيع اتفاقية شراكة بين صندوق " الكناص" والمركز الاستشفائي الجامعي البلجيكي بروقمان