الكوكايين للأثرياء والزطلة للجميع

رمضان والحدود

 

عرفت المنطقة الغربية من البلاد تحولا خطيرا على المستوى الاجتماعي، إذ تزايدت تجارة المخدرات خصوصا للاستهلاك الشخصي في شهر رمضان، وعوضا عن تناول المشروبات الكحولية بالنسبة للكثير من المنحرفين أو المدمنين فإن المخدرات تعد بديلا مؤقتا يمكنهم من “الابتعاد عن المجتمع” مؤقتا إلى غاية نهاية شهر رمضان، معتبرين أنفسهم “مؤمنين عصاة”.

لكن أخطر ما في العلاقة بين رمضان والحدود الغربية الرابطة بين الجزائر والمغرب على تراب ولاية تلمسان، تنامي تجارة القنب الهندي والكوكايين، فإلى غاية السنوات الخمس الأخيرة كانت تجارة الكوكايين من الأشياء التي يخشى الاقتراب منها حتى كبار بارونات التهريب في مجال المتاجرة بالمخدرات والمؤثرات العقلية على مستوى الحدود الغربية، وتعرف هذه الأخيرة عدة محاولات خطيرة كشفت عنها عمليات مختلفة قامت بها الأجهزة الأمنية المختصة سواء مصالح الأمن التابعة للمصلحة الجهوية لمكافحة الاتجار غير الشرعي بالمخدرات والمؤثرات العقلية، أو حرس الحدود والدرك الوطني والجمارك، لكن عدة معطيات تشير إلى وجود ميل نحو المتاجرة بالكاكويين الذي يعتبر أكثر تكلفة في نقله والمخاطرة به وأقل وزنا وأكثر ربحا من القنب الهندي.

هذه المعطيات أدت وباعتراف المهربين الذين يتم توقيفهم من قبل المصالح الأمنية إلى ظهور شبكات جديدة تعمل على مد السوق في الجزائر بأنواع جديدة من المخدرات البديلة عن “الزطلة” التي أصبحت “شعبية” أي ذات استعمال شعبي واسع في أوساط الشباب والبطاليين والتلاميذ ضحايا ظاهرة التسرب المدرسي.

ورغم تواضع الكمية المحجوزة سنويا من قبل مصالح مكافحة التهريب في الحدود الغربية، فإن تجارتها توسعت على نطاق واسع تزامنا مع توسع تجارة الأقراص المهلوسة التي أصبح المهربون المغاربة يلقون بها في الخندق ثم يتم تسلمها من قبل المهربين في الطرف الآخر من التراب الوطني، وهي حيل أصبح يلجأ إليها المهربون منذ بدء العمل بنظام المراقبة المشددة والمتكررة للشريط الحدود الفاصل بين البلدين، حيث اضطرت السلطات أمام حيل المهربين إلى توسيع عرض الخندق الذي يفصل بين البلدين، مما أدى إلى صعوبة محاولات التهريب على مستوى تلك المناطق.

وتنتشر تجارة المخدرات بكل أنواعها خصوصا في شهر رمضان، حيث يتم الإقبال على هذه التجارة من خلال استغلال شبكات التهريب وباروناتها حاجة البطالين للعمل خصوصا في هذه الظروف الصعبة، من أجل إغراق المناطق الحدودية بشبكة علاقات أخرى من مهربي ومروجي المواد المخدرة والمؤثرات العقلية على عدة مستويات، وهي ظاهرة خطيرة جدا بدأت تتسع في قرى الحدود ومدنها، والأخطر على مستوى الوسط المدرسي، إلا أن استهلاك وتداول الكوكايين يتم على نطاق محدود ووسط طبقات اجتماعية معينة ومعروفة، مما يصعب من متابعة تلك الشبكات الخطيرة التي انصرفت عن تجارة القنب الهندي إلى الكوكايين.

وفي الوقت الذي تتقلص فيه تجارة المشروبات الكحولية في شهر رمضان، فإن تجارة المخدرات والكوكايين تتزايد بشكل أصبح يقلق الدوائر الأمنية نفسها التي لا ترى في القضية مجرد معالجة أمنية عندما ينظر إليها من زاوية اجتماعية. ولا تكفي الأرقام للدلالة على حجم أو خطورة الظاهرة، لكن عدد القضايا التي تمت معالجتها مقارنة بالسنوات الماضية يؤشر إلى أزمة أو ظاهرة خطيرة جدا تعصف بالسلم الاجتماعي.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. رياح قوية وزوابع رملية على 5 ولايــات

  2. انفجارات في أصفهان وتقارير عن هجوم إسرائيلي

  3. وفاة الفنان المصري القدير صلاح السعدني

  4. بلعريبي يتفقد مشروع مقر وزارة السكن الجديد

  5. إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد هجوم بمسيرات

  6. وكالة “إرنا” الإيرانية: المنشآت النووية في أصفهان تتمتع بأمن تام

  7. منظمة التعاون الإسلامي تعرب عن أسفها لفشل مجلس الأمن في تمرير مشروع قرار متعلق بانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة