إذا استمر الرئيس الأمريكي على ما هو عليه.. في شفط المال الخليجي.. فسيسحب آخر مليم من خزائن هذه الدول قبل أن ينهي ولايته.. ولا أعتقد أنه سيلقى معارضة جادة لتقليص جموحه.. وهوالتاجر الذي ألف جني المال دون عناء كبير.
في جولته الأسطورية للسعودية.. استخلص صفقات بمئات المليارات.. أزيد من أربع مائة مليار دفعة واحدة.. وعاد إلى واشنطن مزهوا.. فالرجل يحلب في إناء كبير لم يسبقه إليه غيره.. وبالنسبة إليه هذه مجرد بشائر غيث عميم.. بانتظار أن تجود سماء الخليج بطوفان الدولارات.
وعندما زاره ولي العهد السعودي.. تعاطى معه ترامب بمنطق التاجر المحنك.. وأراه كيف تُعقد الصفقات.. فالسياسة صفقة كبيرة.. وحتى تصفية القضية الفلسطينية هي صفقة أيضا.. صفقة القرن كما سماها.
ما من مناسبة.. إلا ويذكر ترامب أصدقاءه الخليجيين بواجب أن يدفعوا.. فهم عنده يملكون الكثير من المال بحيث ”يحتارون في كيفية إنفاقه”.. لقد رأى ذلك بأم عينيه.. ولمس المال والذهب والماس بيديه.. وعاد إلى البيت الأبيض محملا بهدايا.. تصغر دونها كنوز سليمان.. ولعله سمع الجنرال السيسي وهويتحدث عن الرز الخليجي فسال لعابه.
ترامب لا يقدم خدماته مجانا.. والمارينز لا يقاتلون لعيون الأمراء والملوك.. وداعش ليست عدوة أمريكا فقط.. بل هي خطر على الخليج بالدرجة الأولى.. وكذلك نظام الملالي في طهران.. فلم تدفع أمريكا التكاليف دون سواها ؟ على الجميع أن يدفعوا وإلا تركتهم أمريكا نهبا للمليشيات الشيعية.. وللبغدادي وطهران.. الانتصار له ثمن يجب أن يدفعه الخليجيون الأغنياء.
أمام مناصريه في ولاية ميشيغان:.. يصرح ترامب.. ”تخيلوا أننا أنفقنا 7 مليارات من الدولارات في الشرق الأوسط مقابل لا شيء. وبالفعل قضينا على داعش ولا يوجد جيش مثل جيشنا، فيما يقول لنا بعض أغنى دول العالم، آسفين، إننا متعبين ولا نريد الدفع ”.. هويشير إلى دول الخليج الذين يتوعدهم بأن يجعلهم ”ينفقون وسينفقون”.
ترامب لا يوفر الحماية لهذه الدول مجانا.. هويعلم أن بعض الدول الخليجية ” لن تصمد أسبوعا دون الحماية الأمريكية ” - بحسب تعبيره ?.. والحال هكذا عليهم أن يدفعوا بلا عد.. نقدا وعلى الفور وليس على الحساب.
الجندي الأمريكي لا يطلق الرصاص في سوريا مجانا.. والكروز وتوماهوك لا تنطلق بلا مقابل.. كل شيء مسعر بالدولار.. البورصة تقرر السياسة وليس العكس.. وترامب يعرف كيف تُحلب البقرة الخليجية.. ولعله في هذا أنشط رئيس أمريكي على الإطلاق.
