عندما يضيق الحبل على الرقبة

بعض الكلمات لها من الجاذبية والوقع.. ما يدعو لقراءتها أكثر من مرة..

 

بعض الكلمات لها من الجاذبية والوقع.. ما يدعو لقراءتها أكثر من مرة.. وإذا اقتضى الأمر تشريحها للوقوف على ما بداخلها.. وأجد تصريحات ستة من رؤساء الموساد الإسرائيلي السابقين ـ في الذكرى السبعين لاغتصاب فلسطين ـ جديرة بالتأمل.. فقد تحدث هؤلاء عن حال ومآل إسرائيل.. فأجمعوا أمرهم على أن دولتهم ليست بخير وأن ”المشكلة تتعلق بقيم الخلافات”.. فهم ليسوا مطمئنين ”حيث يجري التحقيق مع رئيس الحكومة والشخصيات في المناصب الرئيسية والعليا بشبهات فساد بالقطاع العام، وكل ذلك لأنهم يضعون مصالحهم قبل مصالح الدولة”.. وأعربوا عن الحاجة ”إلى قيادة قادرة على التنقل بين الأزمات والأماكن الصحيحة، وللأسف، فهي غير موجودة اليوم”.. أما النتيجة بتقدير هؤلاء فهي ”الشعور بالقلق بشأن المستقبل” فبعد أن يذهب نتانياهو يوما ما، بماذا سيترك إسرائيل؟”

 إذا استفسرنا عن التهم الموجهة إل نتانياهو وجدناها مجتمعة في ”الرشوة والاحتيال وإساءة الأمانة”.. فالشرطة الإسرائيلية ما إن تتلقف رأس الخيط.. حتى تشرع في تقفي أثر الجناة المحتملين.. ولهذا السبب أرسلت رئيس حكومة سابق ورئيس دولة إلى الزنزانة.. فالتحرش الجنسي.. وتلقي رشوة ببضعة آلاف من الدولارات.. أومنح امتيازات غير مباشرة لشركة ما.. هذا يكفي للف الحبل حول الرقبة.. وقد عبر صحفي صهيوني أن ”عهد نتانياهو يقترب من نهايته، لأنه يبدو واثقا من أن لائحة اتهام ستقدم ضده، وهو يمر بمرحلة حرجة من حياته الشخصية والسياسية، والأضواء الحمراء في الطريق المؤدية لبيته تم إشعالها مع إعلان توصية الشرطة ضده”.

 قلت.. يحدث هذا في إسرائيل.. فماذا لو التفتنا إلى ما يصدر عن حكامنا العرب.. يزور أحدهم أمريكا أو بريطانيا.. فيوقع صفقات لا جدوى منها بمئات المليارات.. ويتصرف في خزينة الدولة بلا حسيب أو رقيب.. يحيي ويميت بلغة نمرود.. ويشتري الذمم بالملايين.. وينظر إلى مواطني الدولة التي يستحوذ عليها كأنهم مجرد أرقام في سجله التجاري الخاص.. يشطب ويضيف كما يشاء.

 إن حقيقة كون نتانياهو مجرما ومغتصبا.. وإسرائيل كيانا مصطنعا وبذيئا.. والمتصهينون يقفون في صف واحد دعما لهذا الكيان الخبيث.. يجب ألا يحجب عنا حقيقة أهم.. وهي أننا أمة تعيش خارج ضميرها.. وليس لها من انتماء لهذا العصر سوى وجودها في قيد الأمم المتحدة.

 سيلتف الحبل حول رقبة نتانياهو الثخينة.. هذا حاصل لا محالة إلا أن تقع معجزة تنقذه من مخالب الشرطة.. ومن المعجزات ما يأتي من بلاد العرب فقط.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وزارة الطاقة والمناجم: نتائج استكشاف "الليثيوم" في الصحراء ايجابية

  2. الجنائية الدولية تحذر من يهدد موظفيها بالإنتقام

  3. بعد 12 عامًا.. بوروسيا دورتموند يعلن رحيل ماركو رويس

  4. استقبال الجرحى في الجزائر : سفير دولة فلسطين يثمن موقف دولة الجزائر المساند للفلسطينيين

  5. إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى من مصر إلى الجزائر

  6. انطلاق عملية تحضير مواضيع امتحان شهادة البكالوريا دورة 2024

  7. الاحتجاجات الطلابية بالولايات المتحدة تمس أكثر من 120 جامعة أمريكية و ما يفوق 2000 معتقل