هل سقط الخط الأحمر الأخير؟

قد تكون الوزيرة في حل من أمرها.. في تلقين أبنائها هي ما تؤمن به.. وأن تجعلهم على مثالها الأيديولوجي.. لكن من خول لها مد رواقها إلى أبناء الآخرين؟

 

 

إذا صح أن وزيرة التربية قد أوعزت إلى جماعتها ـ من المشرفين على إعداد الكتب المدرسية ـ بحذف كل الآيات والأحاديث الواردة في هذه الكتب.. باستثناء كتاب الشريعة.. بحكم أن الشريعة لا يمكن تدريسها بغير نصوص من الكتاب والسنة.. فإن الوزيرة تكون قد اقتحمت المنطقة الحمراء بكامل عدتها الأيديولوجية.. وهي بصدد إسقاط آخر الممنوعات.. فقد تكون تلقت الضوء الأخضر للمضي قدما في إنجاز المهمة الموكلة إليها.. دون اعتبار لأحد.. ولا حتى للدستور أو قوانين الجمهورية.

  نحن هنا لا نناقش القناعات الأيديولوجية لهذه الوزيرة.. فهي حرة في أن تكون ما تشاء.. لائكية أو بوذية أو من جماعة معبد الشمس.. وليس لأحد أن يُدخلها الجنة بالعصا.. لكنها ليست حرة على الإطلاق.. في استهداف عقول الأطفال والعبث بمعتقدهم الديني.. فهم مسلمون قبل كل شيء.. وهويتهم لا يمكن أن تتشكل خارج هذا الوعاء الحضاري.. كما لا يمكن إخضاعهم لمناهج وأفكار فرنسية.. أؤكد ”فرنسية”.. تكون نتيجتها صياغة مسخ بشري.. همه الوحيد في الدنيا.. أن يأكل كما تأكل الأنعام.. ثم يصير ترابا.

عند هذا الحد.. تتحول الوزير إلى معتدية على حقوق الآخرين.. باعتدائها على معتقدهم.. ومتجاوزة لنصوص القانون التوجيهي للتربية الوطنية.. حيث الهوية الوطنية.. بمكوناتها المعروفة.. أصل ومرجعية في بناء شخصية الطفل الجزائري.

  قد تكون الوزيرة في حل من أمرها.. في تلقين أبنائها هي ما تؤمن به.. وأن تجعلهم على مثالها الأيديولوجي.. لكن من خول لها مد رواقها إلى أبناء الآخرين؟ و هل كونها وزيرة للتربية.. يتيح لها أن تفعل ما تشاء؟ الراجح أنها تتصرف منفلتة من أي قيد.. وهذه فرصتها الوحيدة لتكريس لائكيتها ـ بطبعتها الفرنسية المتطرفة ـ في المدرسة الجزائرية.. والسعي لتخريج أجيال بلا هوية.. يسهل قيادها.

مذ جاءت هذه الوزيرة.. وهي منكبة على محاربة كل ما هو دين ولغة.. حتى أن ذلك يطفو على لسانها أحيانا.. وإذ تخنس لبعض الوقت.. في مواجهة ردود أفعال قوية.. غير أنها لا تلبث أن تستأنف مخططها كما رسمته لنفسها.. أو رُسم لها.. فأمامها هدف واحد: الإطاحة بالمدرسة الجزائرية.. بتحويلها إلى نسخة رديئة من المدرسة الفرنسية.

لقد انهارت كل الخطوط الحمراء في عهد الوزيرة.. فهل تُسحب من الخدمة في أي تعديل وزاري قادم.. استنقاذا للمدرسة وتفاديا لأية تداعيات غير محسوبة العواقب.. أم إنها ماضية في إنفاذ أجندتها.. وفق ضمانات مقدمة لها.. إذ لم تأت لتذهب خالية الوفاض!

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار غزيرة تصل إلى 40 ملم عبر 10 ولايات

  2. رئيس الجمهورية يترأس حفل تقليد الرتب وإسداء الأوسمة لضباط سامين ومستخدمين مدنيين بالجيش الوطني الشعبي

  3. موقع ومنصة رقمية جديدة لوكالة "ناسدا

  4. وزارة التربية تدين ظاهرة نشر المعلومات الزائفة والمضللة حول "الباك" و"البيام" عبر مواقع التواصل الاجتماعي

  5. رئيس الجمهورية يقلد رتبة فريق لقائد القوات البرية مصطفى سماعلي