يمكن أن نكون مثل اليابانيين

بعد عامين ستستضيف طوكيو الألعاب الأولمبية.. وهي مناسبة استثنائية لا تتكرر إلا مرة كل خمسين عاما..

بعد عامين ستستضيف طوكيو الألعاب الأولمبية.. وهي مناسبة استثنائية لا تتكرر إلا مرة كل خمسين عاما.. ومع العرض الذي قدم في إطار استعداد المدينة لاستقبال هذا الحدث الرياضي.. تعكس الأرقام المتوقعة الطريقة التي يفكر بها اليابانيون.. وأسلوب تخطيطهم لتحقيق أهدافهم.. فهم لا يريدون لمدينتهم أن تودع الألعاب وهي شبه مفلسة.. كما حدث مع مدن أخرى في العالم على غرار برشلونة.
فسكان طوكيو ومسؤولوها يبحثون عن الربح أولا.. ويأتي اللعب ثانيا.. وتقديراتهم أن الاقتصاد الياباني عامة سيجني مكاسب لا تقل عن 300 مليار دولار من تنظيم الدورة.. مقابل أعباء قد لا تزيد على 30 مليار دولار.. طبعا يتحدثون هنا عن السياحة التي ستجلب 40 مليون سائح.. والأنشطة التجارية ذات الصلة.. ونشاط  شركات إنجاز .. وحقوق البث وغير ذلك.. وأعجب ما ورد في عروضهم أنهم لا يريدون بناء منشآت تصبح بلا جدوى بعد الأولمبياد.. فلا شيء يذهب سدى.
 طوكيو مدينة ضخمة وسكانها يتجاوزون 13 مليون نسمة.. وناتج المدينة يبلغ 950 مليار دولار.. في حين يبلغ حجم الاقتصاد الياباني 5 تريليونات دولار.. ومع كل هذا الثراء والقوة الاقتصادية.. لا يريدون إنفاق دولار واحد بغير عائد.. هذه عقيدة أمة مهما قيل عنها.. تظل فريدة في سمتها.. تقدم دروسا بالغة الأثر.
أعود إلينا نحن الجزائريين.. لأسأل: لماذا نحن غارقون في كأس ماء كما يقولون؟ ولماذا تغيب عنا حكمة المستقبل؟ وبمَ نفسر كل هذا العجز الذي يقعدنا عن الحركة؟
في بلدة جزائرية.. تقوم شركة يابانية بتركيب ـ ولا أقول بناء ـ حقل ألواح شمسية لتوليد الكهرباء.. والمشروع لا يقتضي جلب اليابانيين.. بل يمكن تنفيذه بكفاءات جزائرية.. حتى ولو اقتضى الأمر اقتناء التجهيزات من اليابان أو غيره .. فما الذي يجعلنا نبخس الكفاءات الجزائرية حقها.. ونسلم أمرنا لغيرنا؟
الخلل يكمن في طريقة تفكيرنا.. وبدرجة أكبر في موت ضمائرنا .. فبعض الناس ـ أعني من المسؤولين الذين يمسكون زمام القرار ـ.. لا يعنيهم أن تخسر الجزائر.. بقدر ما يشغل بالهم أن يربحوا هم.. فبمساحة تزيد على مساحة اليابان بستة أضعاف تقريبا.. وبعدد سكان يقارب ثلث سكان اليابان.. لا ننتج إلا ما يعادل 4 بالمائة مما ينتجه اليابانيون !
والسؤال المحير: هل نستطيع أن نكون مثلهم.. أعني أن نشبههم؟ نعم.. بشرط واحد.. أن نبحث عن إنسان جزائري  آخر.. من أبسط مواطن إلى أكبر مسؤول.

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. غدًا الأربعاء.. أمطار على هذه المناطق

  2. أمطار وريـاح قوية على هذه الولايات

  3. وزارة التربية تقر إجراء جديدا لفائدة تلاميذ الإبتدائي

  4. أمطار غزيــرة وريـاح قوية على على هذه الولايات

  5. تثمين معاشات ومنح التقاعد و القوانين الأساسية للأسلاك الطبية وشبه الطبية للصحة على طاولة مجلس الوزراء

  6. الجزائر تسيطر على أسعار اللحوم الحمراء بمواصلة دعم مُستوردي الماشية

  7. بيان هام لطالبي تأشيرة فرنسا

  8. مبابي قريبا في الجزائر.. وهذه هي أسباب زيارته

  9. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34789 شهيد

  10. هذه هي أبرز مخرجات إجتماع مجلس الوزراء