ليس غريبا أن يطرق الناس المدرسة الوطنية من بوابة السياسة.. إنها السياسة يا بن غبريت.. فقد ظلت هي من يتحكم في الزيت والسكر، عندما حاول البعض تفجير الشارع في جانفي 2011، وهي السياسة التي أخرجت الناس في أكتوبر 1988 إلى الشارع، وهي السياسة التي جرّت الاستعمار وأقعدته على صدورنا لنحو 132 سنة، وهي السياسة التي حاربت إصلاحات الإمام عبد الحميد بن باديس في التعليم والتربية، فقد كان الاستعمار يريد مدرسة فرنسية للجزائريين، تماما مثلما أراد الإمام بن باديس مدرسة جزائرية للجزائريين، وهي نفسها السياسة التي تجر المدرسة الجزائرية نحو بوابة الفرنسة والتغريب باسم الحداثة والإصلاح والعصرنة، فما العيب في أن نتحدث عن المدرسة من بوابة السياسة؟ هل توقف التيار الفرانكوتغريبي عن مناوراته الانقلاب على قيم الأمة، حتى يتوقف ”المحافظون”، و«العروبيون” عن محاولاتهم الاستماتة في الدفاع عن مدرستهم الأصيلة؟
ليس عيبا أن ندرس لغات العالم وندرّسها لأبنائنا في كل قسم وقاعة، لكن العيب أن تكون لغة الأجانب هي نفسها لغة التدريس على حساب اللغة الأم، وهذا أمر ترفضه كل التشريعيات في دول العالم، وهذا هو أيضا الفرق، وأعتقد أنه واضح لا غبار عليه.
قولوا للناس بصراحة أنكم تجرأتهم من بوابة السياسة على إلقاء بالون اختبار بحذف مادة التربية الإسلامية من امتحانات البكالوريا، وكأن كراسة هذه المادة التي لا يتجاوز برنامجها 32 صفحة على مدارس السنة، هي من تعطل أو تثقل كاهل الطالب وتتعب ذاكرته؟ ومن نفس البوابة، وهذا حق مشروع رد أنصار المدرسة الأصيلة على كافة المحاولات التي قمتهم بها. فكيف تنتظرين أن يرميك بالورود من ترمينه بالحجر؟
ستظل بوابة السياسة المدخل الرئيس للمدرسة، وسيظل الناس ينظرون ويتعاملون معها من هذه البوابة، إلى أن تغلقوا كافة منافذ التلاعب بأبنائنا، وتتركوا المدرسة لأهلها من رجال التربية والتعليم الذين يقفون 60 دقيقة في الساعة دون لحظة جلوس بصدق لتلقين الحروف الأولى لبناتنا وأبنائنا.. فهذا الإخلاص أيضا من السياسة التي تبنى على العطاء والأمانة.
