حتى إذا وقعت الفأس على الرأس..

المنابع التي يستقي منها الناس ويشرب منها العابرون.. لا يلتفت إليها أحد..

 

ما أفهمه من قصة الكوليرا الراهنة أن الوقاية عندنا غير موجودة.. وإن وجدت فهامشية جدا.. وأن الجماعة المعنيين بالأمر نائمون.. حتى إذا وقع الزلزال ورُجت الأرض تحت أقدامهم استفاقوا وأعلنوا النفير العام.. وانخرطوا في مسلسل التبريرات والتفسيرات التي لا تقنع أحدا.. هذا ما يقع تحديدا في خلفية اكتشاف هذا الوباء.. وهو ما يحدث دوما.. كأننا لا نقتنع أن درهم وقاية خير من قنطار علاج. وزير الصحة يصرح بأن معاينة 38 منبعا مائيا كشفت عن إصابة 70 بالمائة منها ببكتيريا ما.. منها بكتيريا الكوليرا التي حصرت في منبع واحد فقط.. هو المعلن عنه.. فماذا يعني هذا؟

ببساطة.. المنابع التي يستقي منها الناس ويشرب منها العابرون.. لا يلتفت إليها أحد.. ولا ترد في اهتمامات المصالح المعنية.. وهي متروكة لمصيرها إن خيرا أو شرا.. فأين جماعة الوقاية الذين لا يغادرون مكاتبهم إلا لضرورة؟ وما وظيفتهم إن كان همهم الوحيد هوإضافة الكلور ـ مادة كيماوية خطرة ـ.. الذي يقتل الجراثيم.. ويطيح معها بصحة الناس. تضرب الفيضانات.. فتجرف في طريقها البشر والحجر.. وتُسجل خسائر جمة.. حينها فقط ينتبه المعنيون إلى أن البالوعات مسدودة وأقنية التصريف غير فعالة.. وأنماط البناء غير مناسبة.. وأن المواطنين غير واعين بدورهم.. وهلم جرا!

ويضرب زلزال بثلاث درجات لا أكثر.. فيهيم الناس على وجوههم في الشوارع رأفة بأنفسهم.. وتشتعل الحرائق في الغابات.. حتى إذا التهمت الأخضر واليابس.. قيل إن الجهات المعنية لم تكن تتوقع ذلك.. وإنها لم تشق المسالك المناسبة في الغابات.. والوسائل قليلة.. وإن عدد الأعوان المكلفين بمكافحة هذه الحرائق قليل ولا يفي بالحاجة!

  ويقع التسمم الجماعي.. وينفجر الغاز في مطعم جماعي ـ كما حدث قبل سنوات ـ.. ويسقط الضحايا بالجملة.. لتكتشف هذه الوزارة أو تلك.. أن التوصيلات قديمة ومتهرئة.. وأن شروط النظافة غير متوفرة.. وتصدر التعليمات وترصد الميزانيات.. فأين كان كل هذا قبل ذلك؟

اليوم.. تعاني أحياؤنا السكنية أزمة قمامة حادة.. ولا نلمس أية إجراءات جادة ودائمة لحل المشكلة.. بل إن الرهان يكمن في حث المواطن ـ ضمنيا ـ على التكيف مع القمامة.. كأنها من القدر المولود معه.. والذي سيصحبه إلى قبره!

النتيجة.. عندما تقع الفأس على الرأس.. ما فائدة الصراخ؟ نريد أن نرى مسؤولا واحدا.. واحدا فقط قد استقال أو أقيل.. وهذا أضعف الإيمان.. أما الوقاية فثقافة والتزام مهني.. وعمل ضمير حي.. وعند هذا الحد.. لا يزال خط الوصول بعيدا.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. منح دراسية مجانية للطلبة الجزائريين في السعودية

  2. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 35272 شهيد

  3. المدير العام للوكالة الجزائرية لترقية الاستثمار: شركة آسيوية عملاقة ستقيم مشروعا في الجزائر يصل إلى 6 ملايير دولار

  4. أمطــار وزوابـع رمليـة على 7 ولايات

  5. إنتاج النفط في الجزائر يُحلّق عالياً للشهر الثاني على التوالي

  6. الشاي أم القهوة.. من الافضل صباحا؟

  7. حج 2024.. بيان هام من الجوية الجزائرية

  8. السفير بن جامع ردا على ممثل المغرب عمر هلال: القاسم المشترك للفلسطينيين والصحراويين أن كلاهما تحت وطأة الاستعمار

  9. تعاني من الأرق.. إليك هذه الطرق البسيطة لتساعدك على النوم

  10. صدور مرسوم تنفيذي يعدل ويتمم شروط ممارسة نشاط تصنيع المركبات