ماذا يريد القبائل..؟

السؤال بقدر ما هو مصيري.. فإنه لا يقبل التأجيل.. بل يجب أن يُثار الآن ..

 

سأطرح سؤالا.. لا أجد الإجابة عنه.. ولا أدري لمَ يغضون الطرف عنه.. أبسبب الخوف.. أم التحفظ.. أم اختلاط الأوراق.. أم إملاءات اللعبة السياسية.. أم هي السطحية في إدراك الحقائق على الأرض.. والجهل الممزوج بالسذاجة في استشعار الأخطار؟

والسؤال بقدر ما هو مصيري.. فإنه لا يقبل التأجيل.. بل يجب أن يُثار الآن .. وتتحدد الإجابة عنه الآن.. السؤال هو: ماذا يريد القبائل.. وأعني بهم  سكان النطاق الجغرافي.. الذي يلي العاصمة شرقا؟

الذين يتهمون “القبائل” بصورة مباشرة  ودون مواربة.. يقولون إنهم يجسدون أجندة فرنسية في الجزائر.. وهم  يمثلون بصورة أو أخرى.. السياسة الفرنسية في الجزائر.. وامتدادها الفكري والسياسي من زمن لافيجري إلى اليوم.. وهم بهذا التوصيف الخطير.. يشكلون حالة عدوانية على وحدة الجزائر.. تبدو كامنة الآن.. لكنها ستتحرك لاحقا.. أي في الوقت المناسب.

البعض الآخر.. يرى عكس ذلك.. ما يحدث مجرد انحرافات تُحسب على قلة من الناس.. هي أشبه بالعصابة المأجورة..لا صدى لها في بلاد القبائل.. بل هم موتورون.. ولا يعبرون عن توجه الأغلبية.. وإن “أحرار” القبائل سيتصدون لهم.. ولن يتمكنوا من فرض مشروعهم التغريبي ـ الاستعماري لا في منطقة القبائل.. ولا في عموم الجزائر.

  وهناك من يهون الأمر أصلا.. ولا يراه مدعاة للخوف أو التوجس.. فالقبائلي ليس إلا  الوجه الآخر للجزائري.. الذي ينتفض بين الفينة والأخرى في وجه السلطة.. ثم لا يلبث أن يهدأ.. وينتظم في الصف.. ليعود إلى ممارسة حياته الروتينية على النحو المألوف.

ثمة وجهة نظر أخرى..  تدعو للتأني في الحكم على ما يجري.. وتفضل التعاطي مع الظاهرة بالحكمة وليس بالاستفزاز.. وبإقرار الحقوق الثقافية للمنطقة.. وبدعم الوطنيين من القبائل وهم كثرة.. في وجه فرحات مهني وسعيد سعدي و أمثالهما.

وهناك من لا يعينه الأمر أصلا.. ولا ينتبه إليه.. ولا يشغل حيزا مهما كان ضيقا  في أجندته اليومية.. وهذه أغلبية لا  تريد أن تعرف..ولا تعبأ بشيء.. وخبز يومها هو كفافها.

وهناك السلطة.. اللاعب الأكبر.. التي تحاول الإمساك بكل الخيوط.. لتتسنى لها إدارة اللعبة.. بما يضمن استمرارها في الحكم بأقل قدر من المتاعب.. ولا يهمها بعد أن تذهب هي.. إن كان القبائل سيبقون جزائريين.. أم يفصمون عرى الوحدة الوطنية.

 أعيد طرح السؤال: ماذا يريد القبائل؟ وفي ضوء الإجابة عنه.. سينبثق سؤال آخر أخطر منه: هل الوحدة الوطنية في خطر.. وهل يوجد خط أحمر؟   

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. وفاة أحمد نوير مراسل قنوات بي إن سبورت

  2. أمطار ورياح قويـــة على 33 ولايـة

  3. أمطـــار رعديــة على 18 ولايــة

  4. ياسين عدلي يتلقى صدمة قوية من فرنسا

  5. وليد صادي يلتقي رئيس الكاف باتريس موتسيبي

  6. تصفيات كأس العالم 2026: الفيفا تجري تعديلًا في طاقم التحكيم لمباراة الجزائر – غينيا

  7. لابورتا يتراجع ويقرّر إقالة تشافي من تدريب برشلونة

  8. بتأكيد من "الفيفا".. السعودية تحصل على سبق تاريخي مع استضافتها مونديال 2034

  9. المجلس الدستوري التشادي يعلن محمد ديبي رئيساً للبلاد

  10. أبو عبيدة يؤكد استعداد المقاومة لمعركة استنزاف طويلة