فضيحة هولاند وهو يتحدث عن ”الإرهاب الإسلامي”.. تذكرنا بفضيحة جورج بوش ـ عقب أحداث 11 سبتمبر ـ وهو يعلن الحرب الصليبية.. وهذا اللون من التصريحات غير الحكيمة وغير المسؤولة.. من قبل رؤساء دول وحكومات.. تنبئ عن خلفية نفسية وفكرية تجاه الإسلام.. تتصف بالكراهية والأحكام المسبقة.
رئيس الوزراء الفرنسي بدوره السيد ”فالس”.. يصرح بنوع من البذاءة السياسة.. التي لا تستند إلى أي حقيقة أو منطق.. بأن إرهابي ”نيس” ينتمي إلى الإسلام الراديكالي!
لا ندري كيف تسنى للسيدين هولاند وفالس.. تحقيق هذا الكشف العظيم.. ونسبة الجريمة التي أقدم عليها شخص مهوس بالقتل إلى الإسلام.. شخص ”يتعاطى الخمر والمخدرات، ويتناول لحم الخنزير، عنيف، مسجل جنائيا لدى الشرطة، لا يصلي ولا يصوم رمضان”.. بحسب ما صرح به أقاربه.. ومن يعرفونه عن قرب!
هل يريد السيدان الفرنسيان أن يكون الفاعل إسلاميا.. ليتسنى لهما توجيه حرابهما بسهولة.. كما يسهل تقديم الضحية للرأي العام بمواصفات معينة.. ليتم الإجهاز عليها معنويا وأدبيا؟
قد يكون هذا الفاعل تونسيا.. يحمل جنسية فرنسية.. وقد يكون من أبوين مسلمين.. لكن هل يسوغ ذلك نسبته للإسلام تحديدا.. هل أوصاه الإسلام بارتكاب هذه الجريمة البشعة.. التي كان من ضحاياها مسلمون وأطفال.. هل قال له الإسلام: يمكنك أن تقود شاحنك.. وتدهس الناس في الشارع.. ومن ثم تكون قد قدمت خدمة جليلة للمسلمين بقتل أكبر عدد من الناس.. وتدخل الجنة بسلام؟
كيف يكون الإرهاب إسلاميا.. والإسلام يحث أتباعه أن يبروا الناس من غير دينهم ويحسنوا إليهم؟ وهل أصبح الإسلام هو الشماعة الجاهزة لتعليق موبقات الفاجرين وأصحاب العقد النفسية الذين يتلذذون بقتل الناس وتعذيبهم؟
هل نقول إن الموبقات التي يرتكبها الشيعة في العراق وسوريا.. حين يحرقون أهل السنة.. ويسلخون جلودهم.. ويمثلون بجثثهم ـ وهذه الحقائق موثقة صوتا وصورة ـ.. إنما يصدرون بها عن الإسلام.. لمجرد أنهم يرددون لا إله إلا الله؟
وماذا عن جرائم القتل التي تقع يوميا في الولايات المتحدة الأمريكية.. لم لا تنسب للمسيحية.. فيقال إرهاب مسيحي.. ولم لا يعمم ذلك على ما يرتكبه اليهود في فلسطين.. فيقال إرهاب يهودي؟
لن يكون الإرهاب إسلاميا.. حتى ولو ارتكبه مسلمون.. وهذا ما لا يريد الغرب أن يفهمه!
