يشارك الكاتب والباحث محمد بغداد في الطبعة القادمة لمعرض الجزائر الدولي للكتاب بأحدث مؤلفاته المعنوان بـ"الأزمة الإعلامية للمؤسسة الدينية"، وهو كتاب صادر عن دار بهاء الدين للنشر والتوزيع الجزائرية.
الإصدار الجديد يحاول فيه بغداد تفكيك علاقة الذهنية المسيرة للمؤسسة الدينية، بالوسائل الإعلام والاتصال، وتصورها لدورهما والمكانة التي أصبحت تحتلها اليوم في حياة الناس، وتقدير هذه الذهنية للموجات الجديدة من الممارسات الإعلامية، التي تتخذ من منصات الفضاءات التواصلية، مساحات للتعبير الجماعي دون قيود احترافية ومهنية، لكنها ذات تأثير قوي في المسيرة العامة للمجتمع، كما يعتبر المؤلف أن كتابه يأتي في سياق الضرورة التي تفرضها المستجدات الحالية، والإسراع في فتح نقاش واسع، يمكن المجتمع من الاستثمار في المنتجات التكنولوجية الاتصالية، وتسخيرها في انعاش الدور التاريخي والروحي والاجتماعي، للمؤسسة الدينية، وبقائها عملا من عوامل تنمية واستقرار وخدمة المجتمع بكل فئاته.
الكتاب يأتي في وقت يعرف فيه النقاش حول المؤسسة الدينية، مستويات مرتفعة ومعقدة ومتشابكة، دون أن تظهر معالم واضحة للتعامل مع التطورات التي تعرفها الثورة الاتصالية الحديثة، مما جعل المؤسسة الدينية تجد نفسها في وضعية صعبة حاول الدكتور بغداد، رصد سلوكات هذه المؤسسة في المشهد الإعلامي، وما افرزته الفضاءات التواصلية الجديدة عليها من ضغوط غير متوقعة، مماجعل الكؤلف يبحث الوضعية الاتصالية للمؤسسة الدينية في الجزائر، مركزا جهده على السنوات الأخيرة، التي عرفت حضورا قويا وطاغيا للمؤسسة الدينية في المشهد الإعلامي.
كتاب الأزمة الإعلامية للمؤسسة الدينية، حسب المؤلف؛ يتمحور حول التعامل مع تلك الاسئلة الكبرى، التي تفرضها التحولات الإعلامية والاجتماعية الكبرى، التي تعرفها الساحة اليوم، خاصة ما تعلق منها برؤية وسلوكات الأجيال الجديدة، التي تمتلك احترافية متميزة في التعامل مع التقنيات الإعلامية للتكنولوجية الاتصالية الجديدة، وهو ما جعلها تمتلك فضاءات واسعة تقدم فيها تعبيراتها وانطباعاتها ومواقفها من المنتوج الإعلامي، الذي يسوقه المؤسسة الدينية، وهي ردود الفعل التي في الغالب لا تنساق ورغبات ورؤية وذوق ممثلو المؤسسة الدينية، ولكنها في الوقت ذاته حسب المؤلف تعتبر مادة بحثية أولية، لها قيمتها الاجتماعية والمعرفية، جديرة بالدراسة.
الكتاب محاولة لمناقشة السلوكات والمواقف والتصريحات، الصادرة عن المعبرين عن المؤسسة الدينية، في مختلف المناسبات، وهي التصريحات والسلوكات والمواقف التي تتسارع إلى تسويقها المؤسسات الإعلامية وتتقاذفها الوسائط الاتصالية وتتفاعل معها، والتي يعتبرها المؤلف منتوجا إعلاميا مهما يكشف الكثير من المعالم التي تميز طبيعة المؤسسة الدينية، وعبره يمكن قراءة التحولات العميقة التي تعرفها والتحديات، التي تواجهها في الحاضر والمستقبل.
وقد فضل المؤلف استعمال الاسلوب النقدي في تحليل الذهنية التي تدير المؤسسة الدينية، وتأثير التحولات الاتصالية الجارية في المشهد الإعلامي، مستعينا بالمفاهيم المعرفية الخاصة بالثقافة الدينية، ومقارنتها بالمصطلحات والمفاهيم العلمية لعلوم الإعلام والاتصال، دون إهمال ما فرضته الموجة الجديدة و استحدثته في الإعلام الجديد وبالذات وسائط التواصل الاجتماعي.