
بدأت تظهر أولى ثمار مشروع إستغلال و تثمين خام الحديد بالعملاق المنجمي غارا جبيلات ، على أرض الواقع ، وذلك بشروع السلطات العمومية في تندوف ، في دورات تكوينية من أجل وضع عمال وإطارات منجم غار جبيلات في كامل الجاهزية ، تمهيدا لمرحلة الإستغلال الفعلي لهذا المنجم العالمي في الأشهر المقبلة.
و أطلق مساء الثلاثاء ، مصطفى دحو والي ولاية تندوف رفقة المدير العام لشركة الوطنية للحديد و الصلب " فيرال " و الرئيس المدير العام لمجمع سوناريم ، الدورة التكوينية الأولى لعمال الشركة الوطنية للحديد و الصلب لإستغلال منجم غارا جبيلات ، ثالث أكبر إحتياط عالمي للحديد .
و كللت فعاليات الدورة التكوينية المتواصلة ، بالتوقيع على 21 عقد عمل لفائدة أول فوج من الإطارات المعنيين بالتوظيف في الشركة الوطنية للحديد والصلب و كذا توقيع إتفاقية شراكة بين شركة سونارم و المعهد الوطني المتخصص في التكوين المهني لولاية تندوف ، إذ ستسمح هذه العقود لهذا الفوج من الإطارات بالإستفادة من تربصات أكاديمية على مستوى تندوف من شهرين إلى ثلاثة أشهر و بعدها بتربصات تقنية على مستوى المناجم التي هي حيز الإستغلال في مجمع سوناريم.
وذكر المدير العام للمجمع الصناعي العمومي "مناجم الجزائر "سوناريم، محمد صخر حرامي، خلال إشرافه على الدورة، أن عملية تكوين المهندسين و التقنيين لمشروع استغلال وتثمين خام الحديد لمنجم غار جبيلات ''تشكل خطوة جوهرية في مسار تجسيد هذا المشروع المهيكل".
وأبرز المسؤول أن فرع التكوين التابعة لمجمع سوناريم، تكفل بإعداد برنامج تكويني وتأهيلي خاص موجه لتحضير الكفاءات للمشاريع المنجمية المهيكلة.
ولفت إلى أن شباب الولاية سيحظون ببرنامج تكويني نظري على مستوى المعهد المتخصص للتكوين المهني قبل الإستفادة من برنامج تطبيقي على مستوى المناجم التابعة لشركة سوناريم عبر مختلف مناطق الوطن".
وستسمح هذه الدورات التكوينية وفق المسؤول، "باكتساب الخبرات اللازمة للتشغيل الأمثل و الإستغلال المنجمي ولتسيير المصانع المنجمية''.
ويُعوّل المجمع المنجمي وفق مسؤوله الأول ، كثيرا على هؤلاء الموظفين ، في اكتساب المهارات اللازمة في هذه الفترات من التكوين من أجل تأطير التقنيين والإطارات التي ستأتي بعدها.
آفاق دولية للاقتصاد الجزائري:
وكان رئيس الجمهورية ، وضع بتاريخ 30 نوفمبر المنصرم ، بموقع غارا جبيلات ، حجر الأساس لمشروع إنجاز مصنع المعالجة الأولية لخام حديد منجم غارا جبيلات، داعيا لتسريع وتيرة العمل والإسراع في الإستغلال الأمثل
لمُقدرات المنجم ، الذي يعد أكبر إستثمار منجمي في الجزائر منذ الإستقلال باحتياطي يصل إلى حوالي 3,5 مليار طن من الحديد .
ويحظى المشروع بعناية كبيرة من السلطات العليا للبلاد، ضمن خياراتها الإستراتيجية للتخلص التدريجي من التبعية للمحروقات، بخاصة مع امتلاكها مركب بلاّرة للحديد والصلب (ثمرة شراكة جزائرية-قطرية)، وهو من أضخم المركبات الصناعية للاختزال في العالم، وقبله مركّب الحجّار المصنف إفريقيا .
وسيمر هذا المشروع الهيكلي بعدة مراحل ممتدة من 2022 إلى 2040، حيث سيتم خلال المرحلة الأولى إستخراج من 2 إلى 3 مليون طن في السنة من خام الحديد ونقله برا، فيما ستنطلق المرحلة الثانية بعد إنجاز خط السكة الحديدية، حيث سيتم استغلال المنجم بطاقة كبرى ، تسمح بإستخراج من 40 إلى 50 مليون طن سنويا.
كما سيوفر هذا المشروع العملاق كمرحلة أولى حوالي 3 آلاف منصب شغل واستحداث مهن حرفية أخرى ذات صلة.
و سيضمن غارا جبيلات ، كفاية من الجزائر من الحديد والصلب تقدّر بـ5 ملايين طن سنويا، قبل التوجه نحو تصدير الفائض لمادة تُعدّ أساس كل الصناعات الميكانيكية والأشغال العمومية.