تَوقَّع مُراقبُون أن تشهد العلاقات الإقتصادية ، الإستثمارية والتجارية القطرية الجزائرية ، نموا ملحوظا خلال السنوات المقبلة لتعكس قوّة العلاقات السياسية بين البلدين والتي تعزّزت أكثر في ظل الرؤى الواحدة والمواقف المشتركة وكذا المبادئ الراسخة التي تربط الجزائر وقطر خاصة تجاه القضايا العربية والدولية والأمن والسلام الدوليين.
وتعكف الجزائر وقطر على عقد الدورة السادسة للّجنة الكبرى المشتركة رفيعة المستوى في الفترة القليلة القادمة ، بحسب ما ذكرته مصالح وزارة الخارجية القطرية.
و أجرى السفير الجزائري صالح عطية أمس الأربعاء ، مباحثات مع نايف العمادي مدير إدارة الشؤون العربية بمقر وزارة الخارجية القطرية ، لتأكيد الطابع المتميز للعلاقات المشتركة الجزائرية القطرية وتكريس المسار السياسي الثابت الذي اتفق عليه البلدان في الدورة الخامسة للّجنة الكبرى المشتركة التي انعقدت سابقا بالدوحة.
وتتناول الطرفان الجزائري و القطري ، التحضيرات الجدية بين قادة البلدين لإنعقاد الدورة ال 6 للّجنة الكبرى المشتركة ، دون أن يتم تحديد تاريخ عقد هذا اللقاء الثنائي الوازن بين البلدين .
كما جرى خلال هذا اللقاء ، استعراض الجهود التي تبذلها كل من الجزائر وقطر من أجل وقف العُدوان الغاشم المستمر على قطاع غزّة ، باعتبار أن الجزائر ، فاعلا إقليميا ودوليا بارزا، بوصفه عضوا غير دائم في مجلس الأمن الأممي للمرة الرابعة في تاريخها وذلك للفترة المُمتدة بين 2024/2025 .
شراكة إستراتيجية ...
و معلوم أن ثَمّة علاقات متينة مُتجذِّرَة تجمع الجزائر وقطر ، كما يشهد التعاون بين البلدين ، تطورا مستمرا على جميع الأصعدة والمستويات ، و إتفاقات ومذكرات التفاهم والبروتوكولات، التي تشمل التعاون في مجالات الإقتصاد ، التجارة، الصناعة، الطاقة، المناجم، الإستثمار ، الزراعة، السياحة، الصحة، الرياضة، الجمارك، النقل البحري، الفلاحة، والتعاون العسكري، فضلا عن قطاعات الثقافة والإعلام والرياضة، والتخطيط العمراني، إلى جانب التعاون في المجالات القانونية والقضائية، والرقابة الإقتصادية ، و مكافحة الغش التجاري، وتجنب الإزدواج الضريبي، إضافة إلى إتفاقات في الصيد البحري، الموارد المائية والمحميات الطبيعية.
وتشكل الجزائر ، أهم الوجهات الإستثمارية ، التي تلقى إهتمام رجال الأعمال القطريين، فقد تم خلال السنوات الأخيرة إنشاء عدد من المشاريع الإستثمارية القطرية في الجزائر، كان أبرزها الشركة الجزائرية - القطرية للصلب (مشروع بلارة الجزائري – القطري للصلب» بولاية جيجل ، على مساحة تبلغ حوالي 216 هكتارا، وبتكلفة ملياري دولار تقريبا، وبطاقة إنتاجية تقدر بـ 4 ملايين طن من الصلب، وهو يساهم في إنتاج نوعية نقية من الحديد بتقنية الإختزال المباشر النادرة عالميا ، والتي تعتمد على الغاز، ما جعل المصنع يحظى بسمعة عالمية، ويبرم اتفاقيات مع شركات دولية للتصدير ، علاوة على توقيع اتفاقية إستثمارية تقضي بتعزيز التعاون والإستثمار في تطوير وإدارة 73 فندقا تابعا لمجمع سياحة، فندقة وحمامات معدنية في مختلف أنحاء المدن الجزائرية ، إلى جانب وضع حجر الأساس للمستشفى الجزائري القطري الألماني الذي تبلغ قدرته الإستيعابية 300 سرير و30 وحدة عناية مركزة و15 غرفة عمليات و40 عيادة خارجية إضافة إلى 20 منطقة مخصصة للطوارئ ، حيث يُنتظر أن يعزّز هذا الصرح الطبي الكبير ، المُنتظر إفتتاحه نهاية عام 2025 ، المنظومة الصحية القائمة في الجزائر ويتكفل بمعظم الحالات المرضية والعمليات الجراحية الدقيقة.
