عادت أسعار بيع البطاطا لتعرف انخفاضا تدريجيا في الأسواق الوطنية ، بعد أيام من الإرتفاع الكبير الذي ألهب جيوب المواطنين وأضر بقدراتهم الشرائية. ووفق مهنيين على مستوى سوق الجملة للخضر والفواكه " عنتر" بالشلف ، فقد تراجعت أسعار البطاطا ، حيث سجلوا انخفاضها عما كانت عليه سابقا ، لتصل إلى 70 دج للكيلوغرام الواحد ، بعدما تخطت عتبة 100 دج في الأيام الماضية.
وعرفت أسعار بيع هذه المادة، اليوم الخميس ، على مستوى أكبر أسواق الجملة بالجزائر ، خاصة معسكر ، الكرمة بوهران ، بومرداس ، مستغانم وعين الدفلى ، تراجعا بارزا ، إذ ترواحت بين 60 إلى 65 دج للكيلوغرام الواحد بالنسبة للسلع عالية الجودة، بفعل دخول كميات مُعتبرة من منتوجات البطاطا ، تنفيذا لتعليمات وزير الفلاحة والتنمية الريفية ، التي أسداها مطلع الأسبوع الفائت ، إلى الديوان الوطني للخضر والفواكه “ONIMEV”، لأجل تفريغ مخازنه وإخراج 15000 طن من البطاطا. وبحسب الكثير من المُلاحظين ، فقد تمَّ الأحد الماضي ، إغراق السوق الوطنية للخضر والفواكه، بأكثر من 19 آلاف طن من البطاطا من أجل مواجهة التهاب الأسعار بإجراءات عدة ، منها تفريغ المخزونات المحلية لضمان وفرة هذا المنتج الأكثر إستهلاكا من قبل الجزائريين أو ما يُعرف ب " مائدة" العائلة الجزائرية . وتتواصل عمليات تموين أسواق الخضر و الفواكه في ربوع الوطن خاصة الكبرى ، وذلك بعد تفريغ كميات كبيرة من المواد واسعة الإستهلاك في ال 96 ساعة الأخيرة ، على غرار سوق الجملة بالكرمة في وهران الذي يعتبر أحد أكبر أسواق الجملة ال 23 في الجزائر ، الذي إستقبل مساء الأربعاء 125 طنا من البطاطا القادمة من ثلاث ولايات ( معسكر ، مستغانم ، وادي سوف ) ، مع توقع تضاعف تدفق هذه المادة واسعة الإستهلاك في الأيام المقبلة بعد جني المحصول الموسمي لولاية مستغانم.
ووصل سعر البطاطا في سوق الجملة في ديدوش مراد بولاية قسنطينة ، مستوى 60 دج للكيلوغرام الواحد ، بعدما قفزت الأسعار في أسواق التجزئة إلى مستويات قياسيّة وبلغت حدود 130 دينار جزائري أيام عيد الفطر . كما شرعت السلطات العمومية لولاية الشلف ، في تفريغ 5600 طن من مادتي البطاطس و البصل من غرف التبريد و تسويقها محليا بغية توفيرها و ضمان استقرار أسعارها, إذ تقرّرَ تفريغ كمية 4300 طن من البطاطس و كذا 1355 طن من البصل التي كانت مخزنة عبر غرف التبريد في تراب الولاية.
البطاطا قريبا ب 50 دينارا فقط في أسواق الوطن ..
ويتوقع الكثير من المهنيين ، أن تشهد أسعار مادة البطاطا خلال ثلاثة أسابيع على أكثر تقدير، تراجعا يصل إلى 50 دينارا بأسواق التجزئة، نتيجة جملة الإجراءات التي اتخذتها السلطات العمومية وعلى رأسها تسويق كافة الكميات المخزنة، وكذا إغراق السوق بمنتوجات البطاطا التي ستنضج خلال الأيام القليلة القادمة بالولايات الساحلية كبومرداس، مستغانم وتيبازة وكذا المناطق الداخلية ، على غرار البويرة، معسكر ، الشلف وعين الدفلى، فضلا عن نضج منتوجات واد سوف المعروفة بارتفاع سعرها مقارنة مع الأنواع الأخرى . وكان يوسف شرفة وزير الفلاحة والتنمية الريفية ، أسدى منذ أيام فقط ، تعليمات على قدر عال من المسؤولية ، خلال الزيارة التي قادته مؤخرا إلى ولاية عين الدفلى ، لأجل بذل المزيد من الضبط والتنظيم، وخصوصا في المدن الكبرى، فيما يتعلق بالتموين، تفاديا لأي شكل من أشكال التذبذب والمضاربة في السلع والمحافظة على إستقرار السوق والقدرة الشرائية للمواطن ، مُشدِّداً على توجيه مخزونات البطاطا مباشرة إلى المستهلك بسعر 60 دينار للكيلوغرام الواحد ، وذلك إلى غاية قرب موعد جني محاصيل البطاطا الأولية في قادم الأيام في الولايات الساحلية على غرار مستغانم، تلمسان، سكيكدة و بومرداس.
