رفع الكثير من المُختصين الطاقويين ، سقف التوقعات ببقاء أسعار النفط ، مرتفعة و " متفائلة جداً" ، ويمكن أن تتعدى حاجز 90 دولارًا للبرميل الواحد ، في ظل الظروف الجيوسياسية والإقتصادية ، مع تأثر التعديلات بالإنتاج العالمي و سلاسل الطلب.
و يُشير المحللون في هذا السياق ، إلى أنه من المحتمل جدا ، أن تأتي سوق صاعدة أخرى للنفط في عام 2024 ، وستظل الأسعار في حدود 85 إلى 90 دولارًا أو تحقيق ما يُعرف ب "التقاطع الذهبي" في الربع الثاني من العام الجاري خلال الأسبوع الحالي، بعد أن سجلت الأسعار في المدة الأخيرة أداء قويا ، نتيجة إستمرار نفس العوامل التي دفعت الأسعار للارتفاع في أواخر سنة 2023 .
و رأت الكثير من المنصات الخاصة بأخبار الطاقة في الوطن العربي أو أوروبا ، أن ارتفاع أسعار النفط إلى ما فوق 80 دولارًا منذ بداية العام ، قد يعني أن التقاطع الذهبي ، يُبشر بمزيد من المكاسب لأسعار النفط خلال الربع الثاني من 2024 .
وبحسب الكثير من المُختصين الطاقويين الذين تحدثوا إلى منصة الطاقة (مقرها واشنطن)، فإن الأسعار الحالية ، هي الأفضل حتى الربع الثالث أو الرابع من السنة الجارية ، برغم أنه لا يوجد أي مبرر لارتفاع الأسعار إلى 90 دولارًا .
و تخدم الأسعار الحالية ، بحسب الخبير في شؤون الطاقة والشرق الأوسط سيريل وودرشوفن ، الزعماء الحقيقيين في أوبك ، على غرار الجزائر ، السعودية ، العراق ، إيران و نيجيريا ، لقدرة ذات البلدان المُصدرة للنفط ، على زيادة الإنتاج بصورة كبيرة و الوصول إلى الأسواق العالمية .
و اعتبر سيريل وودرشوفن ، أن الأسعار الحالية بين 80 و85 دولارًا يُمكن أن تكون مناسبة جداً للمملكة العربية السعودية ، الجزائر والعديد من دول أوبك+ الأخرى.
وأضاف أنه من الطبيعي أن يحرص البعض على رفع الأسعار، لكن دول أوبك لم تفضل تاريخيًا أوقاتًا طويلة من الأسعار المرتفعة، لأنها تدرك أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تقليل الطلب على نفطها، ويضرها على المدى الطويل.
فيما رأى الخبير الإستراتيجي في مجال الطاقة شعيب بوطمين، أن تمديد الخفض الطوعي الذي أقره تحالف أوبك+ مؤخرًا حتى نهاية الربع الثاني من 2024، والبالغ نحو 2.2 مليون برميل يوميًا، سيسهم في إستقرار أسعار النفط ، في الأسابيع المقبلة أو حتى ارتفاعها إلى مستوى الـ90 دولارًا .
وأكد كبير مستشاري السياسة الخارجية والجغرافيا السياسية للطاقة أومود شوكري ، أن النطاق السعري الذي يتراوح بين 80 و85 دولارًا للبرميل يُعد أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة إلى دول أوبك+ ، وسط توقعات بإرتفاعها إلى ما أكثر من 90 دولارًا مع انتهاء أعمال صيانة المصافي في الكثير من البلدان المنتجة للنفط ، وارتفاع الطلب على النفط الخام موسميًا.
و بحسب حسب الرصد اليومي لمنصة ، فقد استهلت أسعار النفط بداية 2024 عند نطاق يتراوح بين 75 و78 دولارًا، ثم ارتفعت في المدّة الأخيرة إلى 80-87 دولارًا، وفي 19 مارس 2024، تجاوز خام برنت حاجز الـ87 دولارًا للمرة الأولى منذ بداية العام، استمرارًا لحصد المكاسب الأسبوعية ، فيما رفعت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها لنمو الطلب على النفط خلال عام 2024 إلى 1.3 مليون برميل يوميًا، مقابل 2.3 مليون برميل يوميًا في 2023
