استقلال الجزائر أزعـج الحسن الثاني

حسب وثيقة لوكالة الاستخبارات الأمريكية

كشفت وثيقة صادرة عن وكالة الاستخبارات الأمريكية “السي آي أي” مؤرخة في 22 مارس 1963، وتم الإفراج عنها ضمن سلسلة من الوثائق السرية عبر العالم ، أن استقلال الجزائر في صيف 1962 أزعج الحسن الثاني الذي كان يرى في نظام أحمد بن بلة منافسا له بل ومهددا لاستقرار الملكية في المغرب باعتبار الدعم والتأثير السوقياتي والمصري واليوغسلافي على بن بلة.

وتشير الوثيقة، التي تطرقت إلى شخصية ملك المغرب وآرائه إزاء العديد من القضايا التي كانت تشكل محور اهتمام الاستخبارات الأمريكية بعد استقلال الجزائر، إلى أن الملك الحسن الثاني حاول الضغط على الدول الغربية خلال السنة الأولى من حكمه بإبداء توجهات سياسية واقتصادية نحو المعسكر الشرقي في عز الحرب الباردة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية، حتى تقدم له الدول الغربية مساعدات أكثر لكن التوجهات الملكية أبانت عن ميول مغربية واضحة للغرب، والأهم أن الوثيقة كشفت أن المساعدات التي كان يقدمها المغرب للجزائر قبل الاستقلال وبعده، كانت بهدف الضغط أكثر على الفرنسيين من أجل تطوير علاقاتهم مع الرباط ليس إلا، وهي معلومة يتم الكشف عنها لأول مرة من طرف الأمريكيين الذين كانوا يتابعون كل كبيرة وصغيرة بشأن تطور العلاقات بين الرباط والجزائر من جهة، وبين المغرب وفرنسا من جهة أخرى  خصوصا أن الرئيس الأسبق أحمد بن بلة أعلن عن توجه الدولة الجزائرية ونظام حكمه نحو المعسكر الشرقي والدعم الكبير الذي حظيت به الجزائر لسنوات طويلة من طرف هذه الكتلة.

ويبدو أن توقعات وكالة الاستخبارات الأمريكية بشزن القلق المغربي الرسمي من استقلال الجزائر كان في محله من خلال النزاع المسلح الذي نشب بين الجزائر والمغرب في أكتوبر 1963، أي بعد 6 أشهر من تقرير الاستخبارات الأمريكية التي كشفت فيه عن القلق المغربي من استقلال الجزائر، وقد انتهت بوساطة الجامعة العربية ومنظمة الوحدة الإفريقية آنذاك. قامت المنظمة الإفريقية بإرساء اتفاقية لوقف نهائي لإطلاق النار في 20 فبراير 1964 في مدينة باماكو عاصمة مالي، وكانت تلك  الحرب التي انتهت في 5 نوفمبر 1963 جرحا عميقا للجزائر التي كانت لاتزال في سنتها الأولى من الاستقلال قبل أن تطعن في الظهر من قبل الجارة الغربية، الأمر الذي لايزال يخيم على العلاقات بين البلدين. كما أن إقدام الحسن الثاني على طرد الجزائريين في أوت 1995 وإغلاق الحدود البرية إثر حادثة تفجير فندق مراكش واتهام الجزائر بالضلوع في العملية، خلف توترا لايزال قائما لحد الآن نظرا لحساسية الموقف والظرف الذي كانت تمر به البلاد في العشرية الحمراء استغلها المغرب لضرب الجزائرمرة ثانية.             

 

 

 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. ارتفاع أسعار النفط

  2. سقوط 04 أشخاص من رافعة بولاية قسنطينة

  3. المديرية العامة للضرائب: تمديد أجل اكتتاب التصريحات السنوية للنتائج إلى غاية الـ1 جوان

  4. وزير التربية سعداوي يعلن عن استحداث "جائزة الابتكار المدرسي"

  5. مباحثات حول فرص التعاون بين سوناطراك وإكسون موبيل الأمريكية

  6. رياح قوية وأمواج خطيرة تضرب هذه السواحل

  7. وزير الفلاحة يترأس أشغال الدورة الأولى للجنة المشتركة الجزائرية البيلاروسية للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي والتقني

  8. الأمم المتحدة: الكيان يعرقل توزيع المساعدات بغزة ويجبر 500 ألف على النزوح