البلاد.نت- حكيمة ذهبي- يتجدد الصراع مع كل مناسبة دينية، حول إشكالية توحيد الأهلة بين الدول الإسلامية، حيث ترفض دول توظيف الوسائل التكنولوجية الحديثة لترصد الأهلة وتتمسك برؤيتها بالعين المجردة، في حين يرفع خبراء مطلب إنشاء قمر صناعي إسلامي لإنهاء هذا الجدل، وتحرير منظمة التعاون الإسلامي من قبضة التجاذبات السياسية التي جعلتها غائبة.
في حادثة نادرة من نوعها، فرّق عيد الفطر المبارك، الدول العربية والإسلامية، حيث احتفل الجزائريون بأولى أيامه يوم الثلاثاء بينما احتفل جيرانهم "التوانسة" بهذه المناسبة الدينية الفضيلة اليوم الأربعاء.
ليس الجزائريون والتونسيين فقط، بل شكّل هلال شوال اختلافا بين عدة دول عربية، منها من اعتمدت رصده عن طريق العين المجردة وأخرى تحرته عن طريق الوسائل التكنولوجية المتطورة.
الأكثر غرابة، أن الدول التي تعيش أوضاعا سياسية غير مستقرة، على غرار ليبيا واليمن، لم تتوحد حتى شعوبها داخليا، في تحديد أول أيام العيد، حيث احتفل اليمنيون في الشمال به يوم الثلاثاء والجنوب اليوم الأربعاء، فيما نام الليبيون على أساس أن الثلاثاء تتمة لشهر رمضان قبل أن تعلن سلطات البلاد أن الاثنين آخر أيام رمضان. إلى جانب سوريا والعراق، اللتين تعيشان انقساما سياسيا ألقى بظلاله على الاحتفالات الدينية.
وبات من المعتاد في السنوات الأخيرة، أن تستعصي أهلة الشهور الهجرية على الرصد، لعدة أسباب منها الظروف الجوية الطارئة، والإعتام الدائم الذي يغلف الطبقات الدنيا من جو الأرض بشكل شبه دائم، مما جعل علماء يقترحون إنشاء قمر صناعي إسلامي لرصد الأهلة لتوحيد أعياد المسلمين.
ويقول رئيس التنسيقية الوطنية للأئمة، جلول حجيمي، لـ "البلاد.نت"، إن الشرع الحكيم بيّن واضح وضوح الشمس، حيث قال: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غُمّ عليكم فعدوا ثلاثين"، ولكثرة الخلافات أصبح لزاما منذ فترة إنشاء مرصد فلكي لتوحيد الأمة تقاربها في مثل هذه الأمور الحساسة. وقال حجيمي إن الاستعانة بالأمور الفلكية الحديثة المتطورة أمر جيد ومهم، لكن لا نعتمد عليها بالكلية وخاصة إذا توفر رؤية الهلال من أناس ثقة وأهل دراية.
وبخصوص تصوره للقمر الصناعي الإسلامي، قال رئيس نقابة الأئمة، وإمام مسجد "القدس" بحيدرة، إنه يمكنه أن يساهم كثيرا في تقريب المسافات والخلافات وأنه عامل مهم وينفع ويقرب الأمة ووحدتها وخاصة في الأمور التعبدية، لافتا إلى ضرورة إعادة تفعيل منظمة التعاون الإسلامي وتحريرها من قبضة الانتماءات السياسية ونظرتها للم شمل الأمة خاصة في الأمور التعبدية وضرورة الوحدة والتعاون.