
سلال: مشروع مصنع سيارات بيجو في الجزائر "شارف على الانتهاء"
انعقدت ندوة صحفية مشتركة بين الوزير الأول عبد المالك سلال ورئيس الوزراء الفرنسي برنار كازنوف الذي يقوم بزيارة عمل إلى الجزائر.
حديث الرجلين اكتسى طابعا اقتصاديا في كثير من محاوره، حيث أكد سلال وضيفه أن العلاقات بين الجزائر وفرنسا جد ممتازة، ذلك أن باريس تبقى أول مستثمر في الجزائر، حسب سلال الذي أوضح أن الجزائر تتطلع دوما إلى تطوير العلاقات مع فرنسا في مجال المحروقات والبيتروكيمياء، مضيفا أنه تم معالجة عدة مشاكل ثنائية بين سوناطراك وشركات طاقة فرنسية.
سلال تطرق أيضا إلى ملف مصانع تركيب السيارات في الجزائر التي رأى أنها حديثة العهد، وأن الجزائر في مرحلة تقييم حولها وستتحكم في الوضع.
وكشف الزير الأول عبد المالك سلال أن مشروع مصنع سيارات بيجو في الجزائر "شارف على الانتهاء" وينتظر ان يتجسد خلال العام الجاري.
إعادة تقييم وضعية صناعة السيارات بالجزائر
وخلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الفرنسي برنار كازنوف أعلن سلال عن التوقيع خلال الأشهر المقبلة على اتفاق لإنشاء شركة مختلطة بين مجمع بيجو وشركائه الجزائريين العموميين والخواص وهذا بمجرد استكمال تطهير وضعية صناعة السيارات بالجزائر.
وذكر بخصوص مجمل مشاريع التركيب والتجميع التي تم او ينتظر أطلاقها في البلاد ذكر الوزير الاول أن السلطات المختصة تقوم حاليا بتحليل وضعية صناعة السيارات وبأن نسبة الادماج الوطني وفقا لدفتر الشروط المسير لهذا النشاط تبقى اولوية للحكومة.
"لا يكفي جلب سيارات وقطع غيار وتركيبها هنا لإغراق السوق. نريد إعادة تقويم السوق والوقوف على ما يمكننا استهلاكه محليا وما يمكننا تصديره نحو إفريقيا خاصة وأن الطريق العابر للصحراء قد اوشك على الانتهاء" يضيف سلال.
من جهة أخرى أشار سلال إلى أن إنتاج مصنع رينو بوهران ( الذي دخل مرحلة الانتاج سنة 2014) قد وصل حاليا الى 60000 وحدة.
وفي شق آخر، قال سلال إن الجزائر تمكنت من تجاوز الأزمة البترولية بأقل الأضرار.
من جانب آخر، تطرق الوزير الأول عبد المالك سلال الى الوضعية المالية الخارجية للبلاد وأكد أنها تبقى متينة، رغم تراجع مداخيل المحروقات، مضيفا أن الجزائر لن تلجا للاستدانة لأنها كانت في الارهاب خلال سنوات التسعينات. وقال سلال خلال ندوة صحفية رفقة نظيره الفرنسي بيرنار كازنوف بالعاصمة "فقدنا منذ جويلية 2014 اكثر من 70 بالمئة من المداخيل الاتية من تصدير المحروقات ولكن صمدنا وسنصمد، كل التوازنات الاقتصادية الكبرى اليوم جيدة، لقد قمنا بتسيير جد منضبط لوسائلنا المالية مما جعلنا ننوع اكثر فاكثر اقتصادنا".
ونفى الوزير الاول مجدد لجوء الجزائر الى الاستدانة الخارجية لضمان التزاماتها المتعلقة بالميزانية. "نظل بلدا من دون مديونية تقريبا علما أن المديونية الضعيفة المسجلة هي نتاج نشاط القطاع الخاص، لن نلجأ إلى الاستدانة لأننا عشنا في التسعينات وكنا مجبرين من طرف صندوق النقد الدولي على القيام بتعديلات (هيكلية) تسبب في غلق المؤسسات والبطالة وبروز التطرف والارهاب" يصرح سلال مؤكدا "أننا لن نقع مجددا في هذه الوضعية".
وحول آثار نظام الرخص على اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أكد سلال ان إدراج الرخص هو إجراء املته ضرورة خفض مستوى الواردات للصمود في وجه الاسعار المتردية للنفط. وقال سلال إن "الهدف من هذه الرخص ليس إيقاف الواردات (...) نحن أمام ضرورة تحديد بعض المواد المستوردة".
من ناحية أخرى، كما تناول حديث سلال وكازنوف أهم التحديات الأمنية التي تواجه البلدين، في ظل التوتر الحاصل في دول المنطقة على غرار ليبيا ومالي، إلى جانب التهديدات التي تحيق بأوروبا.
وهنا، دعا الوزير الأول إلى ضرورة العمل في سياق دعم الجهود الرامية إلى إيجاد تسوية سياسية وتبني مبدأ الحوار في كل من سوريا وليبيا.
وقال سلال إن عقيدة الجزائر الدفاعية واضحة وثابتة، فلا يوجد جندي جزائري يشارك في القتال بالخارج.
وفي ملف الانتخابات الفرنسية، قال الوزير الأول عبد المالك سلال إن الجزائر تحترم خيارات الشعب الفرنسي، ولا تتدخل أبدا في مسار الرئاسيات الفرنسية.