
كشف وزير الخارجية عبد القادر مساهل عن تعليمات من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لإعادة انتشار جديد للدبلوماسية الجزائرية ولعب دور أكثر فاعلية على الساحة الدولية ضمن إستراتيجية جديدة سطرها الرئيس لتفعيل الدور الدبلوماسي الجزائري أكثر سواء على مستوى العلاقات مع دول الجوار أو الصعيد الدولي.
وأوضح مساهل في تصريح للصحافة أمس على هامش افتتاح دورة البرلمان، أن تعيين سفير الجزائر الجديد بباريس جاء باقتراح من وزارة الخارجية التي رشحت عبد القادر مسدوة لهذا المنصب وقال مساهل “قدمنا طلب بتعيين عبد القادر مسدوة كسفير لتمثيل الجزائر في فرنسا بعد 8 أشهر من حالة الشغور خلفا للسفير المبعد من منصبه عمار بن جامع، موضحا أن أولوياته ستكون تطبيق السياسة الخارجية للبلاد وتطبيق الإستراتيجية الجديدة التي سطرها الرئيس في إطار انتشار جديد للدبلوماسية الجزائرية سواء للعلاقات مع دول الجوار أو العلاقات على المستوى الدولي”، ما يعني أن مهمة السفير الجديد ستكون مرتكزة على بعث وتفعيل العلاقات الجزائرية الفرنسية بشكل اكبر خاصة في المجال الاقتصادي.
وفي سياق الحديث عن الأزمة الليبية، أوضح ممثل الدبلوماسية الجزائرية أن الجزائر ماضية في جهودها لحل الأزمة الليبية على الرغم من التعثر التي عرفته جولات الحوار والتي لم تنجح في تهدئة الأوضاع في الجارة الليبية، مذكرا بزيارة المبعوث الجديد للأمين العام للأمم المتحدة الجديد إلى اللجزائر مؤخرا، حيث تم تباحث الجهود المبذولة من طرف الدولة الجزائرية أو دول الجوار أو الجزائر بشأن الأزمة وكذا لتطبيق اتفاق 17 ديسمبر لجمع شمل الليبيين والعمل على حل الأزمة في إطار سياسي وتفاوضي ما بين كل الأطراف المتنازعة، كاشفا عن لقاءات مرتقبة في الجزائر وكذا عزم الجزائر فتح سفارتها الجديدة بطرابلس قريبا، حيث قال “الجزائر ستكون موجودة في طرابلس عن قريب”.
أما بشأن التقرير الأمريكي الأخير الذي انتقد واقع حرية الممارسات الدينية في الجزائر، خاصة الأقليات الدينية، رد وزير الخارجية أن أي نشاط مخالف لما يحدده القانون والدستور ستتصدى له الجزائر كما هو معمول به في مختلف الدول، مؤكدا أن الحريات الدينية مضمونة من طرف الدستور الجزائري لكن في الوقت نفسه “أي نشاط ديني يجب ممارسته في إطار قوانين الدولة والدستور والجزائر ليست فريدة من نوعها لما يتعلق الأمر بالحفاظ على وحدة الوطن وتطبيق واحترام كل قوانين الدولة الجزائرية”.
وقال مساهل، إنّ كل محاولات المغرب لتشتيت الإتحاد الإفريقي ومحاولته تنحية عضو مهم فيه وهي جمهورية الصحراء الغربية، كانت فاشلة وأي محاولة له مستقبلا ستفشل، مشيرا إلى أنّ رد الموزمبيق على ما قام به الوفد المغربي في القمة الإفريقية اليابانية، دليل قاطع على التزام دول الإتحاد الإفريقي بالمبادئ التي قام عليها الأخير. وقال المسؤول الاول عن الدبلوماسية الجزائرية، على هامش إفتتاح الدورة البرلمانية أمس الإثنين بمجلس الأمة، إنّ كل نشاطات ولقاءات دول الإتحاد الإفريقي أو مع شركائه الأوروبيين أو الآسيويين، ستكون وفق قرارات ومبادئ الإتحاد وبكل أعضائه الـ55 بما فيها الجمهورية العربية الصحراوية والمغرب. وأشار وزير الخارجية إلى أنّ ما قام به الوفد المغربي في القمة الإفريقية اليابانية بالموزمبيق، هي محاولة فاشلة من المغرب لضرب الإتحاد الإفريقي، مثلها مثل ما قام به المغاربة في مالابو من قبل، مؤكدا في السياق ذاته أنّ كل محاولات المغرب في هذا المسار مستقبلا ستفشل.