البلاد.نت - محمدعبدالمؤمن - قد لا يتوقع كثير من الشباب في الجزائر أن سمّ العقارب الذي يتسبب في مقتل العشرات سنويا ، يعتبر من الثروات المنسية التي تزخر بها البلاد ، فهذا السمّ القاتل هو في نفس الوقت المصدر الوحيد لعلاج لسعة العقرب ، وهو الأمر الذي سيخلق مصدرا مهمّا للدخل في حالة الاهتمام بنشاط صيد العقارب لاستخراج سمّها بشكل منظّم وأكثر احترافية.
في تركيا مثلا، تستعد شركة متخصصة لتصدير سمّ العقارب إلى الخارج مقابل 10 مليون دولار للتر الواحد من السمّ الذي يعتبر واحدا من أغلى السوائل في العالم، حسب ما ذكرت وكالة الأناضول، ويتعلق الأمر بشركة "ألبيلا- ALBILA " التركية للأمصال والمنتجات الحيوية، التي تتخذ من ولاية "أسكي شهير" غربي البلاد مقراً لها، وهي تقوم بجمع سموم العقارب وتجري عليها بحوثاً علمية لتصنع منها بعد ذلك المصل المضاد للسعات العقارب.
وحسب المصدر ، ينتظر أن يشكّل تصدير هذا المصل قيمة مضافة للصادرات التركية، خاصة لما تكتسيه سموم العقارب من أهمية كبيرة في قطاع الصناعات الدوائية.
بالمقابل ، قام معهد باستور في الجزائر في العام الماضي 2018 بتوزيع 80 ألف جرعة من المصل المضاد للسعات العقارب ، والتي يقوم المعهد بإنتاجها بالاعتماد على سمّ العقارب التي يصطادها شباب هواة في مناطق تواجدها في جنوب البلاد على وجه الخصوص، وهذا بعد حقنها بجرعات مدروسة في شرايين الأحصنة قبل استخراج مصل دمها للاستفادة من الأجسام المضادة للسمّ التي يتم إنتاجها بشكل طبيعي في دماء الأحصنة.
ويشتغل عدّة أشخاص في مناطق من الجزائر في مجال اصطياد العقارب لتزويد معهد باستور بها من أجل إنتاج جرعات المصل الثمين التي يعتبر الطريقة الوحيدة لعلاج لسعات العقارب ، حيث يقوم المعهد بشراء العقارب مقابل مبلغ يتراوح ما بين 10 و 50 دينارا للعقرب الواحد ، خاصة وأن هذا المخلوق الخطير يتواجد بكثافة في مساحات واسعة من جنوب البلاد ، وهو ما يؤهل الجزائر لأن تكون مصدّرا لمادة السمّ على غرار تركيا ، فضلا عن تلبية احتياجات المراكز الاستشفائية المحلية منها.