من المنتظر أن تقود قمم الرياض العربية الخليجية السعودية الصينية، العلاقات العربية الصينية إلى انطلاقة أخرى نحو المستقبل، فرغم النمو الكبير الذي تعرفه الاحصائيات الاقتصادية التجارية العربية الصينية، إلا أن قمم العاصمة السعودية الرياض ستكون فرصة ملائمة لدفع وتوسيع هذا الشراكة.
وتشهد الرياض في الساعات الأخيرة إنزالا عربيا رفيع المستوى في صورة رؤساء وزعماء وقادة الدول العربية للمشاركة في أول قمة عربية صينية والتي ستنعقد الجمعة بالرياض برئاسة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي كان أول الواصلين إلى المملكة العربية السعودية عصر الأربعاء، وبمشاركة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إذ من المنتظر أن يتم التوقيع خلال القمة على أكثر من 20 اتفاقية بين السعودية والصين بقيمة 29 مليار دولار بالإضافة لشراكات بين الجانب العربي والصيني في مختلف المجالات، بما في ذلك الجانب الاقتصادي الذي يعتبر من أهم الملفات بين الطرفين، حيث بلغت المبادلات التجارية العربية الصينية سنة 2021، 330 مليار دولار في حين وصل حجم الاستثمارات الصينية في الدول العربية 230 مليار دولار.
كما تعتبر الصين الممول التجاري الأول للكثير من الدول العربية على غرار الجزائر بنحو 10 مليارات دولار سنويا، في حين تعتبر السعودية أول ممول عربي للصين بقيمة صادرات تزيد عن 51 مليار دولار منها 10 مليارات دولار صادرات غير نفطية كما بلغت الاستثمارات السعودية في الصين 2 مليار دولار مقابل 8 مليارات دولار كصادرات صينية في المملكة العربية السعودية، في حين بلغت الصادرات الجزائرية إلى الصين مليار دولار القمة الصينية- العربية الأولى تكتسب أهمية كبيرة ومغزى خاصا، على أكثر من صعيد كونها تأتي في ظل أوضاع عالمية شديدة التعقيد لأسباب عديدة، في مقدمتها تداعيات جائحة كوفيد- 19 والأزمة الأوكرانية وانعكاساتهما على تباطؤ الاقتصاد العالمي وسلاسل الإمداد وارتفاع معدل التضخم في معظم بلدان العالم كما أن الرؤية العربية الموحدة للعلاقات مع الصين باعتبارها شريكا ذا مصداقية وداعما للعالم العربي، تزيد من أهمية قمم الرياض خصوصا مع الدعم الخاص الذي أولاه الرئيس الصيني بينغ لقمة الدول العربية التي احتضنتها الجزائر العاصمة مطلع نوفمبر المنصرم والذي عبر عنه من خلال الرسالة الخاصة التي بعث بها خلال أشغال اختتام قمة الجزائر.
