مونية قنــــــاش
"عملية كبيرة" بدأتها فرنسا اليوم الأحد في كاليدونيا الجديدة بمشاركة المئات من عناصر الدرك، لتأمين طريق رئيسي يربط بين "نوميا " ومطارها الدولي، بعد ستة ليال من أعمال شغب خلفت 6 قتلى.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي ، السبت ، عبر تغريدة بمنصة" إكس " عن بداية إطلاق هذه العملية بأكثر من 600 من أعوان الدرك في كاليدونيا الجديدة، بهدف استعادة السيطرة الكاملة على الطريق الرئيسي البالغ طوله 60 كيلومترا بين نوميا والمطار" .
وقالت وكالة " فرانس برس" اليوم الأحد، أن محتجين من المطالبين بالاستقلال في نوميا وجوارها ما زالوا يقومون بتقييد حركة المرور على الطرق من خلال العديد من الحواجز المنصوبة باستخدام حجارة وعوائق أخرى.
وأكد المفوض السامي الفرنسي في كاليدونيا الجديدة، في بيان له ، أن الليلة الماضية كانت "أكثر هدوءاً"، وأن دولته تتحرك لضبط الوضع الأمني. مضيفا أنه تم توقيف 230 مثيراً للشغب خلال أسبوع .متوقعا بأن تكون عملية فرض الهدوء باستعمال القوة من طرف قوت إنفاذ القانون ، واصفا إياها بـ " الشّاقة " .
وفرضت السلطات الفرنسية حالة الطوارئ ، التي جسدتها ببدء حظر التجوّل
من السادسة مساء إلى السادسة صباحا، ومنع التجمعات وحمل الأسلحة وبيع المشروبات الكحولية، إضافة الى حظر تطبيق "تيك توك". وفي مؤشر الى الخشية من أن يطول أمد الاضطرابات، ألغت باريس مرور الشعلة الأولمبية عبر كاليدونيا الجديدة والذي كان مقررا في 11 جوان.
ويرى مراقبون ، أن يوميات سكان كاليدونيا الجديدة ستزداد صعوبة ، من ناحية التنقل وشراء المواد الغذائية وتلقّي الرعاية الطبية، مع انخفاض عدد المتاجر القادرة على فتح أبوابها، مع عراقيل التنقلات ، خصوصا في الأحياء الفقيرة أو التي تشهد أعمال شغب أكثر من غيرها.
للإشارة، فقد اندلع العنف بعدما تصاعدت المعارضة ضد إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات المحلية، ليشمل كل المولودين في كاليدونيا والمقيمين فيها منذ ما لا يقل عن عشر سنوات. ويرى المنادون بالاستقلال أن ذلك "سيجعل شعب كاناك الأصلي أقلية بشكل أكبر"
مع العلم أن كاليدونيا الجديدة هي مستعمرة فرنسية منذ أواخر القرن التاسع عشر. ويدور الجدل السياسي في الأرخبيل حول ما إذا كان ينبغي أن يكون جزءا من فرنسا أو يتمتع بحكم ذاتي أو استقلال.