تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا خطيرًا في التوتر بين إيران و الإحتلال الإسرائيلي، مع استمرار تبادل التهديدات والضربات الجوية بين الجانبين. وفي تطور جديد، أعلنت طهران أنها ستواصل ردودها على الهجمات الإسرائيلية، مؤكدة أن "العدو سيدفع ثمن أي عدوان".
وجاء التهديد الإيراني بعد ساعات من تقارير تفيد بأن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارات على مواقع في مدينتي شيراز وأصفهان، مستهدفًا منشآت يعتقد أنها تستخدم لأغراض عسكرية وتطوير الأسلحة.
من جهتها، قالت وزارة الدفاع الإيرانية إن الدفاعات الجوية تصدت لعدد من الطائرات المسيّرة والصواريخ، وتمكنت من إسقاط بعضها، فيما ألحقت الضربات أضرارًا مادية دون وقوع إصابات بشرية كبيرة.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه "لن يقف مكتوف الأيدي" تجاه الاعتداءات الإسرائيلية، مشددًا على أن الرد سيكون "سريعًا وحاسمًا" إذا ما استمرت الهجمات.
في الساعات الماضية، شنت إسرائيل سلسلة من الضربات الجوية بطائرات F-35 وطائرات مسيّرة متقدمة استهدفت منشآت عسكرية ومراكز تطوير أسلحة في وسط إيران، وتحديدًا:
مدينة شيراز: تم استهداف قاعدة صاروخية تابعة للحرس الثوري الإيراني في ضواحي المدينة، يُعتقد أنها تستخدم لتخزين صواريخ باليستية قصيرة المدى.
محافظة أصفهان: استُهدفت منشأة صناعية قريبة من مجمع "نطنز" النووي، قالت مصادر إسرائيلية إنها تُستخدم لتطوير الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة.
وصرح مسؤول عسكري إسرائيلي بأن الضربات جاءت في إطار "ضرب القدرات الإيرانية قبل أن تُستخدم"، مؤكدًا أن العملية حققت "أهدافًا دقيقة دون تعريض المدنيين للخطر".
ردًا على الغارات الإسرائيلية، أعلنت إيران عبر الحرس الثوري أنها نفذت هجمات باستخدام صواريخ أرض-أرض وطائرات بدون طيار استهدفت مواقع استراتيجية داخل إسرائيل، أبرزها:
قاعدة "نفاتيم" الجوية: إحدى أهم القواعد الجوية في النقب، والتي تنطلق منها الطائرات المقاتلة بعيدة المدى. تقول إيران إن بعض الصواريخ أصابت منشآت داخل القاعدة، فيما أكدت إسرائيل اعتراض معظمها.
محيط مدينة حيفا: استهدفت إيران مواقع بحرية إسرائيلية، يُعتقد أنها مرتبطة بتمركز أنظمة الدفاع البحري، وقالت طهران إن الهجوم يهدف إلى "شل حركة سلاح البحرية الإسرائيلي في حال اندلاع نزاع واسع".
مراكز تحكم إلكتروني في الجنوب: تقول إيران إنها استهدفت منشآت قيادة وسيطرة تتبع لوحدات الدفاع الجوي الإسرائيلي.
وأكدت طهران أن هذه الهجمات "تمثل بداية فقط"، محذّرة من أن الرد سيكون أوسع إذا استمرت تل أبيب في عملياتها داخل الأراضي الإيرانية.
يأتي هذا التصعيد في وقت تتصاعد فيه المخاوف من انجرار المنطقة إلى حرب مفتوحة. وقد دعت عدة دول كبرى إلى "ضبط النفس الفوري" وتفعيل القنوات الدبلوماسية لمنع انفجار الموقف بشكل شامل.
