تحاصره مطالب الإقالة بسبب الفشل..نتنياهو يسقط في "حرب غزة"!

تحوّل شخص رئيس الوزراء الإسرائيلي ،بنيامين نتنياهو، إلى "مشكلة كبرى" و عنوان لخلافات مستمرة بسبب الحرب على غزة.

وبينما يتكشف السجال بين المستوى السياسي و"كابينت الحرب" حيال المعركة البرية بالقطاع،تتعالى الأصوات للمطالبة بإقالة فورية لنتنياهو وسط تصاعد ضغوط المعارضة و عائلات الأسرى لدى فصائل المقاومة الفلسطينية.و جاء فيديو الأسيرات الذي بثته كتائب "القسام" ليصب الزيت على "نار الخلافات" في الكيان الصهيوني.

خلافات متصاعدة


الخلافات الخفية تجلت حين امتنع وزير الأمن يوآف غالانت عن الرد -خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع نتنياهو ورئيس المعسكر الوطني بيني غانتس- على الأسئلة بشأن تباين المواقف مع نتنياهو بشأن سير الحرب على غزة وطبيعة التوغل البري، وموقفه الرامي لتوجيه ضربة استباقية لحزب الله حتى قبيل تصاعد التوتر على الحدود مع لبنان، وهو الموقف الذي تحفظ عليه نتنياهو.وخرجت خلال المؤتمر أولى بوادر الخلافات الخفية إلى العلن، حين امتنع نتنياهو عن الإجابة عن أسئلة صحفيين إسرائيليين بشأن الأخبار التي أفادت بحصوله قبل أشهر على تقارير من جهاز الأمن العام "الشاباك" والاستخبارات العسكرية "أمان"، تحذر من تزايد احتمالات نشوب حرب، دون التعامل معها.

واحتدمت الخلافات بين رئيس الوزراء وتحالف حكومة الطوارئ الوطنية، حين فند نتنياهو تقارير إسرائيلية ذكرت أن المؤسسة العسكرية والأجهزة الاستخباراتية قدمتا تقارير لديوانه مطلع العام الحالي، حذرت فيهما من مغبة اندلاع حرب على عدة جبهات، ولم تستبعد سيناريو هجوم مباغت قد تشنه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على "غلاف غزة".

واتهم نتنياهو في تغريدة، عبر حسابه على منصة إكس، الجيش وأجهزة الاستخبارات بالمسؤولية عن الإخفاق في التحذير ومنع أحداث "السبت الأسود" يوم السابع من أكتوبر الحالي.وقوبلت تغريدته بانتقادات شديدة اللهجة من الشركاء في ائتلاف حكومة الطوارئ وأعضاء "كابينت الحرب"، وخاطب غانتس نتنياهو قائلا "عندما تكون إسرائيل في حرب، على القيادة أن تتحلى بالمسؤولية والقيام بخطوات صحيحة ودعم قوات الجيش والأمن لتحقيق ما يطلب منها".

وجدد غانتس دعمه الكامل لقادة الجيش والأجهزة الاستخباراتية ورؤساء الأذرع الأمنية، فيما هاجم يائير لبيد زعيم المعارضة رئيس حزب "هناك مستقبل" نتنياهو، متهما إياه بالتهرب من المسؤولية ودحرجتها للقيادات العسكرية والأمنية التي تخوض حربا ضد حماس وحزب الله، الأمر الذي دفع ذلك نتنياهو لحذف تغريدته والاعتذار عن مضمونها والاعتراف بأنه "أخطأ".


مراوغة وتضليل

ولتفادي حجم الضرر الذي تسببت به تصريحاته، سارع نتنياهو للقيام بجولة تفقدية للقوات البحرية الإسرائيلية بمفرده ودون مرافقة أعضاء "كابينت الحرب"، وأثنى على سلاح البحرية وجهوزيته للحرب، قائلا لهم "أنتم محاطون ببحر من الحب والتقدير من مواطني إسرائيل. أنتم تحمون وتدافعون عن البيت".وسط هذه الخلافات، دعا الكاتب في صحيفة "معاريف" بن كسبيت إلى الإطاحة بنتنياهو فورا، وقال "لقد أحدث نتنياهو ما يكفي من الضرر، ويجب عزله من السلطة"، مضيفا " الرجل الذي كان من المفترض أن يتحمل المسؤولية يواصل المرواغة والتضليل، وتشغيل آلة السم الملوثة وكأننا في حملة انتخابية، لا يمكن أن نسمح لأنفسنا الإبقاء عليه في رأس الهرم".

ويعتقد المحرر في الموقع الإخباري "واللا" نير كيفنيس، أن مسيرة نتنياهو السياسية المثيرة للجدل ترافق إسرائيل في الحرب على غزة من خلال الخلافات وتباين المواقف حول شخصه ونهجه. وقال إن نتنياهو يعمل في ظل الحرب على الجبهة السياسية لتعزيز الرواية "رئيس وزراء حذر ومسؤول، قادته إلى الإخفاق مجموعة من الجنرالات الفاشلين الذين لم يقدموا التحذير في الوقت المناسب".

ورأى المحلل السياسي، عكيفا إلدار، أن هذا السجال الإسرائيلي خلال الحرب يعكس أصلا الخلاف القائم بالمشهد السياسي حول شخص نتنياهو الذي يخوض، وفي خضم الحرب على غزة والتوتر على الجبهة الشمالية مع لبنان معركة على مستقبله السياسي، حيث يخشى أن تطيح به الحرب -رغم نتائجها- عن كرسي رئاسة الوزراء، ومن ثم إنهاء مسيرته السياسية بشكل مهين.
سياسة الهروب

وتعليقا على تغريدات نتنياهو التي تراجع عنها، قال المحلل السياسي الدار "لقد بدا واضحا أن نتنياهو يستمر في نهجه بالهروب إلى الأمام، ورفضه لتحمل مسؤولية الإخفاق في منع الهجوم المفاجئ لحماس، بل تمادى في تحميلها للجيش وقادة الأجهزة الاستخباراتية والأمنية".ويرى أن هذه الخلافات تعكس عمق الأزمة التي يمر بها نتنياهو منذ صدمة "طوفان الأقصى"، وتشير إلى طبيعته في التعامل مع الجولات القتالية والعمليات العسكرية التي خاضها الجيش خلال توليه رئاسة الوزراء، حيث وصف دائما بـ"الخائف والمتردد والجبان".

ولفت المحلل السياسي إلى أن هذه الخلافات تلمح بأن من يقود سير الحرب هم غلانت وغانتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، في مؤشر على أن الحرب فُرضت على نتنياهو الذي يسعى لإبقائها تحت فتيل خافت اللهب وإدارتها بما يخدم مصالحه الشخصية.

تقول محررة الشؤون السياسية في صحيفة "هآرتس" رفيت هيخت، إن "أمر من هذا القبيل لم تشهده إسرائيل من قبل، رئيس وزراء وفي خضم الحرب، وبينما جنود الجيش الإسرائيلي يخاطرون بحياتهم، والشعب الإسرائيلي يدفن قتلاه، يحمل رؤساء الأجهزة الأمنية مسؤولية الفشل الذي أدى إلى كارثة السبت الأسود".

"إقالة فورية"

دعت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، الحكومة لعزل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من منصبه على الفور "في تصويت لحجب الثقة"، معتبرة أن بقاءه في منصبه "هو بمثابة مقامرة بمستقبل إسرائيل".

وتوجهت الصحيفة الإسرائيلية الأكثر قراءة -في افتتاحيتها- إلى قادة الأحزاب المشاركة بالحكومة لعزل نتنياهو، بالقول إن "مستقبل البلاد بين أيديكم: أظهروا المسؤولية في هذا الوقت المشؤوم وافعلوا الشيء الصواب"، في إشارة إلى عزل نتنياهو.

وأضافت الصحيفة أن "الرسالة التي نشرها نتنياهو على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أول أمس السبت، التي ألقى فيها -في خضم الحرب- باللوم على رؤساء جهاز الأمن في الفشل عن عملية السابع من أكتوبر ، تستلزم عزله الفوري من منصب رئيس الوزراء".


عائلات الأسرى

قال ممثلون عن ذوي الأسرى الإسرائيليين الموجودين لدى فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة إنهم طلبوا من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إعادة ذويهم قبل أي عملية برية، مؤكدين قبولهم بصفقة تبادل تقوم على مبدأ "الجميع مقابل الجميع".وأضافوا في مؤتمر صحفي من أمام متحف تل أبيب مساء السبت أنهم طلبوا من نتنياهو وضع مصير هؤلاء في الاعتبار عند التخطيط لأي عمل، وأنهم أبلغوه بأن صفقة تبادل الأسرى ستحظى بتأييد كبير، وحمّلوا الحكومة وحدها مسؤولية سلامة ذويهم.

وأكد ممثلو ذوي الأسرى الإسرائيليين في بيان ألقته نيابة عنهم والدة أحد الأسرى أنهم طلبوا من حكومة نتنياهو عدم القيام بأي نشاط من شأنه أن يؤثر على ذويهم الموجودين لدى المقاومة في غزة، وأن يكون مصير هؤلاء أولوية عند اتخاذ أي قرار.


رسالة الأسيرات

وبالموازاة نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام، رسالة عدد من الأسيرات الإسرائيليات لحكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيسها بنيامين نتنياهو.

وفي المقطع المصوّر، قالت إحدى الأسيرات: "بنيامين نتنياهو مرحباً، نحن موجودون في أسر حماس، منذ 23 يوماً… بالأمس كان هناك مؤتمر صحافي لعائلات الأسرى، ونحن نعرف أنه كان من المفترض أن يكون هناك وقف إطلاق نار، وكان من المفترض أن تطلق سراحنا".

وتابعت بالقول: "كان يجب عليك أن تطلق سراحنا، وعدت أن تطلق سراحنا. ومع ذلك نحن نعاني من فشلك السياسي والأمني والعسكري، بسبب الفشل الذي تسبّبت به في السابع من أكتوبر، لأنه لم يكن أي جندي في المكان ولم يأتِ إلينا أي شخص، ولم يدافع عنا أي شخص".

وأردفت الأسيرة قائلةً: "نحن مواطنون بريئون وسذّج، مواطنون ندفع ضرائب لإسرائيل، نحن الآن موجودون في الأسر في ظل شروط (لا شروط)". واستكملت في حديثها: "أنت تقتلنا، هل تريد أن تقتلنا كلنا، أنت تريد من الجيش أن يقتلنا، ألا يكفي أنك ذبحت الجميع، ألا يكفيك أنّ هناك مواطنين إسرائيليين قُتلوا، أطلق سراحنا الآن، أطلق سراح مواطنيهم وأسراهم الآن (تقصد الفلسطينيين)، أطلق سراحنا، أطلق سراح الجميع، نحن نستحق أن نعود لعائلاتنا، الآن الآن الآن (تصرخ بصوت عالٍ)".

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. اليوم.. أمطار رعدية و رياح عبر عدة ولايات

  2. أمطار غزيـرة على 18 ولايـــة

  3. بواسطة "أنام".. سونلغاز تعلن عن عملية توظيف هامة

  4. 7 مشروبات تساعد في تقليل آلام المفاصل والعضلات.. تعرف عليها

  5. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34488 شهيد

  6. حج 2024.. سفارة السعودية بالجزائر تنبه الحجاج

  7. إتصالات الجزائر ترفع سرعة تدفق الأنترنت لهذه الفئة

  8. حج 2024.. بيــان لفائدة الحجاج

  9. ضمن برنامج "عدل".. الشروع قريبا في بناء 1200 وحدة سكنية بتبسة

  10. عقب تحذيرات راصد الزلازل الشهير.. زلزال يضرب 3 دول