غزة عصية على الاجتياح.. المقاومة الفلسطينية تفشل "التوغل البري" الصهيوني

• غزة عصية على الاجتياح..المقاومة تفشل "التوغل البري" الصهيوني • معرك شرسة ، كمائن محكمة و عمليات إنزال تباغت الصهاينة • الإعلام الإسرائيلي يعترف:"حماس تدير المعركة باقتدار " • خبراء عسكريون:"مهمة الجيش الإسرائيلي شبه مستحيلة"

بعد 3 أيام من إعلانه الاجتياح البري لقطاع غزة،فشل الاحتلال الصهيوني في توغله البري العسكري و اصطدم بمقاومة شرسة و كمائن عديدة.و بينما أعلنت المقاومة استمرارها في مباغتة الجيش الإسرائيلي بعمليات إنزال خلف خطوط قواته و دكها لتحشيداته العسكرية و المستوطنات بالصواريخ،اعترف الاحتلال بسقوط "ضباط و جنود له في اشتباكات عنيفة".و يرى مراقبون أن "مهمة الصهاينة في اجتياح قطاع غزة بريا ستكون صعبة و شبه مستحيلة أمام توالي سلسلة الكمائن التي نصبتها فصائل المقاومة على جبهات محورية".

معارك شرسة

أكدت مصادر فلسطينية، وقوع إشتباكات مع جيش الإحتلال الصهيوني خلال "محاولتها" التوغل برا، يوم الإثنين، إلى المشارف الجنوبية لمدينة غزة، نافية ما يتم الترويج له من قبل المحتل بخصوص تقدم قواته داخل الأحياء السكينة.و ذكرت المصادر ذاتها, أن "العشرات من آليات جيش الاحتلال الصهيوني حاولت التوغل إلى شارع صلاح الدين الرئيسي وأغلقته بالدبابات, في محاولة لقطع مدينة غزة عن وسط وجنوب القطاع", لافتة إلى وقوع اشتباكات في محيط منطقة التوغل بين قوات الجيش الصهيوني ومقاتلين فلسطينيين وسط سماع دوي انفجارات.و في هذا الإطار, نفى المكتب الإعلامي لحركة "حماس" في قطاع غزة, وجود أي تقدم بري لجيش الاحتلال الصهيوني داخل الأحياء السكنية في القطاع.

و أكد رئيس المكتب الإعلامي سلامة معروف في بيان له, أنه "خلافا لحديث الاحتلال, لا يوجد أي تقدم بري داخل الأحياء السكنية في قطاع غزة بشكل قاطع". و قال معروف: "إن ما جرى على شارع صلاح الدين, هو توغل بضع دبابات لجيش الاحتلال وجرافة انطلاقا من المنطقة الزراعية المفتوحة بمنطقة جحر الديك", مضيفا أن "هذه الآليات قامت باستهداف سيارتين مدنيتين على شارع صلاح الدين, وإحداث تجريف في الشارع قبل أن تجبرها المقاومة على التراجع".و بحسب معروف "لا يوجد حاليا أي تواجد لآليات جيش الاحتلال على شارع صلاح الدين, وعادت حركة المواطنين لطبيعتها عليه", متابعا أن "ما جرى يظهر أن جيش الاحتلال لا يستطيع التواجد في أي منطقة داخل قطاع غزة تحت ضربات المقاومة, حتى لو كانت منطقة زراعية مفتوحة كالتي توغل بها صباحا تحت القصف الكثيف والأحزمة النارية".

كمائن محكمة

قالت سرايا القدس -الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، إن مقاتليها أوقعوا يوم الاثنين "قوة مدرعة للعدو الإسرائيلي في كمين محكم شرقي حي الزيتون بغرة، مما أسفر عن إصابات في صفوفها".وجاء في بيان لسرايا القدس، إن "مجاهدينا أوقعوا قوة مدرّعة للعدو في كمين هندسي محكم شرقي الزيتون"، مشيرة إلى وقوع إصابات في صفوف القوة، دون مزيد من التفاصيل.

كما أفادت بأن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة لصدّ وعرقلة القوات المتوغلة جنوب شرق حي الزيتون. أكد مصدر قيادي في سرايا القدس، أن "تهويل العدو للتوغل البري في قطاع غزة يأتي في إطار إفلاسه بتحقيق اي صورة نصر أمام جبهته الداخلية وهي كذبة يبررها العدو باستمرار". وأوضح القيادي أن "قوات العدو الصهيوني تلقت ضربات موجعة ليلة أمس من مجاهدينا المتواجدين في النقاط المتقدمة عند تخوم شرق غزة”، لافتاً إلى أن “استعراض العدو لقوته النارية لم يمكن قواته من التقدم سوى لأمتار محدودة لا تتجاوز 100 متر وقد أقام سواتر ترابية لحماية جنوده من ضربات مجاهدينا".وأشار إلى أن "قوات العدو التي حاولت التقدم في بعض النقاط شرق غزة تقهقرت للخلف تحت النار والإشتباك مع مجاهدينا في الميدان".

عمليات إنزال مباغتة

ووفقا لموقع المركز الفلسطيني للإعلام التابع لحركة حماس فقد خاض مقاتلو القسام اشتباكات ضارية من النقطة صفر، بعدما نفذوا عملية إنزال جديدة خلف خطوط الاحتلال في منطقة حاجز إيريز (شمال بيت حانون) شمال قطاع غزة.وهذه عملية الإنزال الثانية خلف خطوط العدو ، شمال قطاع غزة، وأكدت قناة الأقصى نقلا عن مصادر في القسام اشتعال النيران في عدد من الآليات المستهدفة غرب موقع إيريز والإجهاز على عدد من الجنود بداخلها. وأشارت كتائب القسام، في بيان لها، أنها "دكت موقع إيريز الصهيوني بقذائف الهاون والصواريخ لقطع النجدات عن الآليات المشتعلة المستهدفة في محيط الموقع".و أفادت مصادر إعلامية فلسطينية أنه حتى عندما تنجح قوات العدو بالتوغل لبضعة عشرات الأمتار تواجه بضربات من جانب الفصائل الفلسطينية عبر الأنفاق الهجومية التي تحاول أن تسدد ضربات لمؤخرة القوات الإسرائيلية المتوغلة والمتقدمة في داخل قطاع غزة. وهذا يدلل على أن عملية التسلل كانت نوعية وقريبة من معبر إيريز، وفقا لنفس المصادر التي أوضحت أن المنطقة التي وقع فيها الاشتباك تم قصفها من قبل طيران الاحتلال بشكل مكثف خلال الأيام الماضية.

إخفاق إسرائيلي

أكد الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وصلت إلى شارع صلاح الدين شرقي قطاع غزة وقطعته، لكن ذلك حصل لوقت زمني قصير جدا، إذ بدأت قوات المقاومة الفلسطينية تدير المعركة بطريقة وصفها بالناجعة.وأضاف أن الاحتلال استخدم القنابل الدخانية، لأن قواته المهاجمة وقعت في ما سمّاه الدويري مأزق إدارة المعركة، مشيرا إلى أن انسحاب قوات الاحتلال جاء بسبب الخسائر في صفوفها.وبشأن قذيفة الياسين 105 التي استخدمتها المقاومة في صدها للآليات الإسرائيلية، أوضح الدويري أن هذا النوع من القذائف سواء 105 أو 107 هي عبارة عن قذائف "آر بي جي 7″، وهي قذيفة ترادفية؛ أي توجد حشوتين بداخلها.ويذكر أن كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) كشفت عن قذيفة "الياسين" المضادة للدروع والتي دخلت الخدمة خلال عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي.

اعترافات جندي صهيوني

حذر ناشط إسرائيلي من أن أي غزو بري لقطاع غزه مصيره الفشل، داعيا تل أبيب إلى تغيير نهجها إزاء الفلسطينيين بوضع حد لاحتلال أراضيهم وذلك في إطار حل الدولتين.وقال بن صهيون ساندرز -الذي يعمل مدير برنامج القدس في منظمة "إكستند" الحقوقية المعنية بربط قيادات جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية والإسرائيلية بالجالية اليهودية الأميركية- إنه قاتل ضمن صفوف الجيش الإسرائيلي في هجومه البري على قطاع غزة جويلية 2014. وأسهب في ذكر تفاصيل عن تلك العملية -في مقال بصحيفة نيويورك تايمز الأميركية- موضحا كيف كان يعتقد أن الخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي لها ما يسوغها من أجل تحقيق الهدف المرجو، وهو "القضاء على الخطر الذي تشكله حركة المقامة الإسلامية (حماس) قضاء مبرما".وأوضح أن ذلك ما قالوه لهم (يقصد قادة إسرائيل) حينئذ، واصفا ما قيل لهم بأنه "أكذوبة"، وهي "الكذبة ذاتها التي يرددونها اليوم"، أي "استئصال خطر حماس تماما".ومنذ ذلك الحين، حماس تزداد قوة على قوة "رغم كل تضحياتنا، ورغم الموت والدمار الذي لحق بغزة".وتابع القول إن عمليات القتل والدمار التي ينفذها الجيش بصورة دورية، هي الثمن الذي ظلت إسرائيل تدفعه "عن رضا" لكي تتفادى الضغوط من أجل القبول بحل الدولتين.ووفقا لساندرز، فقد آثرت إسرائيل "إدارة" الصراع عبر مزيج من القوة "الباطشة" والحوافز الاقتصادية، عوضا عن حله بإنهاء احتلالها الدائم للأراضي الفلسطينية،مؤكدا أن "الاعلام الإسرائيلي نفسه أصبح يعترف أن فصائل المقاومة الفلسطينية تدير المعركة على الأرض باقتدار". 

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. اليوم.. أمطار رعدية و رياح عبر عدة ولايات

  2. بواسطة "أنام".. سونلغاز تعلن عن عملية توظيف هامة

  3. أمطار غزيـرة على 18 ولايـــة

  4. منذ بدء العدوان.. إرتفاع حصيلة شهداء غزة إلى 34454 شهيد

  5. 7 مشروبات تساعد في تقليل آلام المفاصل والعضلات.. تعرف عليها

  6. إتصالات الجزائر ترفع سرعة تدفق الأنترنت لهذه الفئة

  7. حج 2024.. بيــان لفائدة الحجاج

  8. عقب تحذيرات راصد الزلازل الشهير.. زلزال يضرب 3 دول

  9. السكن الترقوي المدعم بديلا عن السكنات الوظيفية لفائدة الأساتذة الجامعيين ومستخدمي القطاع

  10. "فيديو" طائرة ضخمة تصطدم بمدرج عند هبوطها.. وترتد عاليا