
على الرغم من الأزمة المالية التي أقرتها الحكومة ودفعتها إلى تقليص عشرات المشاريع العمومي، على خلفية انخفاض أسعار النفط منذ مدة، إلا أن مجلس الوزراء أقر مؤخرا الإبقاء على المشروع الضخم المتعلق بالطريق المزدوج الرابط بين الشلف وتنس الساحلية وصولا إلى ولاية تيسمسيلت على مسافة تزيد عن 222 كلم.
وقال المصدر إن وزير الأشغال العمومية والنقل بوجمعة طلعي أوضح لوفد برلماني ممثلا في رشيد خان عن حزب العمال، أن مشروع الحال الذي ينتظره سكان الولاية والمناطق المجاورة بفارغ الصبر تم الإبقاء عليه أثناء عرض مناقشة قانون المالية 2017 الذي ألغى أكثر من 5 آلاف مشروع. ولفت المصدر إلى أن الطريق المزدوج المجمد منذ 6 أشهرتم الإبقاء عليه بالنظر إلى الجدوى المطلوبة منهباعتباره يضمن مرور أكثر من 1.5 مليون طن سنويا من البضائع وباستطاعته تخفيف حدة الاختناق المروري على الطريق الوطني رقم 19 الرابط بين تنس وتيسمسيلت مرورا على الشل، وأضافت المعطيات أن الحكومة وافقت على التكفل بالمشروع ضمن ميزانية الدولة وأن الأشغال سيتم بعثها في القريب العاجل مع تحديد مدة لا تزيد عن 14 شهرا لإتمام المشروع، خصوصا الشطر الرابط بين تنس والشلف على مسافة 55 كلم بالنظر إلى الدور الهام الذي يمكن أن تؤديه هذه البنية التحتية المفصلية من جانبها السوسيو اقتصادي وتسهيل خدمات الفاعلين الاقتصاديين في بلوغ ميناء تنس التجاري. وقال مصدر برلماني لـ"البلاد" على هذا النحو، إن دراسات فنية أطلقت في هذا الشأن ينتظر أن تتكفل بها خبرات أجنبية في هذا الاتجاه لإزالة التشعبات والمنعرجات التي قد تعيق إتمام الأشغال.
وأضاف المصدر أن المشروع الذي كان عالقا في رفوف مكاتب وزراء مروا على وزارة الأشغال العمومية لعدة سنوات لاعتبارات غير معروفة، في الوقت الذي كان ينتظر أن يتم الشروع في أشغال المشروع، موازاة مع مقترح نقل مركز الميناء الجديد لوسط البلاد إلى تنس، لكن تأخر إنجاز الطريق المزدوج دفع السلطات المركزية إلى نقل مركز ميناء الوسط من تنس إلى شرشال بولاية تيبازة، وهو ما سبب خيبة كبيرة في أوساط المتعاملين المحليين في الشلف، إضافة إلى سخط واسع أبداه سكان تنس حيال هذا الإجحاف في حق المنطقة الساحلية.
ووفق المعطيات ذاتها، فإن الحكومة تكون قد تداركت الأمر بالإبقاء على مشروع الطريق المزدوج مكان نقل مركز ميناء الوسط من تنس الساحلية إلى شرشال، حيث ينتظر أن يتم إطلاق الأشغال التي تتولاها شركات برتغالية جزائرية مختلطة ومجمع حداد، من أجل إتمام الأشغال في وقتها المحدد لتوفير السيولة المرورية، خصوصا في نقل شحنات مواد البناء عبر الطريق الرابط بين تنس والشلف. مع العلم أن ميناء تنس الذي يصنف ضمن أكبر الموانئ التجارية العشرة في الجزائر يوفر جدوى اقتصادية لا بأس بها لاستقباله بانتظام حركة مكثفة من السفن المحملة بالبضائع التجارية القادمة من موانئ مختلف دول العالم.