فرضت التساقطات المطرية القوية الأخيرة في مختلف ربوع الوطن خاصة جنوب و شرق البلاد ، حالة استنفار قصوى ، استدعت الولاة إلى رفع مستوى الاستعدادات لتفعيل الخطط الميدانية واتخاذ التدابير اللازمة، ونشر الفرق والآليات، بشكل استباقي اعتمادا على الرصد والتتبع والمراقبة والإنذار
والتنسيق مع الجهات المباشرة لتسريع مراقبة مجاري الصرف الصحي وتنظيف البالوعات لتفادي غرق الأحياء والشوارع في مياه الأمطار.
وأدت الفيضانات الأخيرة التي عرفتها مدن شرق البلاد على غرار تبسة ، سوق اهراس و قسنطينة و مدن الجنوب على وجه الخصوص ، ولاة الجمهورية إلى عقد مجالس طارئة ، من أجل الاستعداد للتغيرات المناخية المرتقبة ، حيث تشهد العديد من المناطق تساقط أمطار غزيرة من حلول شهر سبتمبر ، التي نجمت عنها فيضانات في مناطق متفرقة و أسفرت عن وفيات في تبسة وخسائر مادية في مدن جزائرية أخرى ، إضافة إلى غرق معظم أحيائها وشوارعها.
و أعلن والي العاصمة حالة التأهب و إرسال مذكرة توجيه إلى كافة الولاة المنتدبين ورؤساء الدوائر بوجوب التحرك والحماية من أخطار الفيضانات ، مع الحرص على اتخاذ التدابير الفورية والاستعجالية للوقاية من أخطار التقلبات الجوية (تنقية البالوعات والوديان لتسريح مجاري المياه)، وتفعيل خلية التدخل عند أي نشرية جوية ، من خلال تَجنّيد كل الوسائل، وبرمجة عمليات استدراكية واستعجالية للنظافة، وتهيئة المحيط.
كما أسدت سلطات وهران ، تعليمات على قدر عال من الأهمية إلى المسؤولين المحليين المباشرين ، لتسريع عملية
تنظيف الأودية وتنقية البالوعات و ضرورة أخذ الإحتياطات المستوجبة لحماية الأرواح والممتلكات من خلال الحرص على جاهزية الوسائل والآليات الموضوعة على ذمة المصالح المعنية وتنفيذ التدخلات الإستباقية اللازمة ، تحسبا للتقلبات الجوية المرتقبة وتساقط أمطار الخريف .
ووجه الولاة ، نداءات ومنشورات بمواقع التواصل الإجتماعي ، لأجل تجنب المخاطر والكوارث التي تنجم عن سقوط الأمطار الخريفية من خلال دعوة المواطنين ولجان الأحياء وأصحاب آلات الأشغال العمومية والشاحنات من أجل المشاركة بقوة في حملات لتنظيف المحيط ومجاري المياه وقنوات تصريف مياه الأمطار وجهر البالوعات و رفع الفضلات وإزالة النقاط السوداء جراء تكاثر المصبّات العشوائية للفضلات المنزلية وبقايا البناء وردع المخالفين في المجال ، مع التركيز على النقاط السوداء ، خاصة التي تعرف وجود كثافة سكانية كبيرة والمجمعات السكنية والأحياء الشعبية.
وتحولت شوارع و أحياء في جنوب و شرق البلاد تحديداً ، في الأيام الأخيرة ، إلى " برك مائية"، فيما عرفت بعض المنازل تسرب المياه إلى داخلها بسبب اختناق مجاري الصرف ، وهو ما أثر بشكل كبير على حركة السير التي توقفت في العديد من المحاور و الطرقات السريعة .
وغالبا ما تعرف عددٌ من المناطق الداخلية والجنوبية بالجزائر خلال كل موسم صيفي ، أمطارا طوفانية ، تتسبب في خسائر مادية ، خصوصا بالمناطق ، التي تكون محاذية للوديان، على اعتبار أن جريان هذه الأودية يكون دائما مباغتا بالنسبة للسكان ، مما يجب معه الأخذ بمختلف الاحتياطات اللازمة ، التي بإمكانها أن تقف ضد تسجيل خسائر بشرية في الأساس. على غرار "مأساة" ولاية تبسة .