ضبطت العديد من مديريات الصناعة برنامج حملة جمع جلود أضاحي عيد الأضحى المبارك لسنة 2024 من خلال جمعها خلال يومي العيد ووضعها تحت تصرف المدابغ لتثمينها قصد الاستعمال المحلي. وأوضحت المديريات أن العملية تهدف أساسا إلى ترقية الصناعات الوطنية للجلود وتكريس ثقافة الاسترجاع في المجتمع للاستفادة القصوى من المواد الخام المتاحة محليا والحفاظ على البيئة وخلق آليات شراكة دائمة وكذا خفض واردات المواد الأولية ودعم الإنتاج الوطني. وقالت مديريات الصناعة على أن نجاح هذه العملية يرتكز بالأساس على مساهمة جميع القطاعات والهيئات المعنية وبالأخص على المستوى المحلي، وهذا بحكم التجارب السابقة والدروس المستخلصة من الحملات التي تمّ تنظيمها في السنوات الفارطة، مشددة على الدور الهام للفاعلين المحليين لإنجاح هذه العملية والمواطنين بالدرجة الأولى بمعية جمعيات المحتمع المدني . وعقدت العديد من المديريات إجتماعات تم التأكيد فيها على تنظيم عملية الذبح في الأحياء، تحديد نقاط جمع الجلود في الأحياء وتوفير الوسائل اللوجستيكية لنقلها، التنسيق مع مؤسسات النظافة وكذا توفير فضاءات التخزين في المؤسسات العمومية الاقتصادية. هذا يسجل مع كل موسم عيد الأضحى رمي الملايين من جلود الأضاحي أو مايعرف بـ " الهيدورة " في النفايات والمزابل، وهو الأمر الذي يمثل إهدار لثروة بإمكانها أن تدر الملايير في حالة إستغلالها بشكل صحيح. وتشير مصادر " البلاد نت " أن المزابل والنفايات إستقبلت في مناسبات ماضية أكثر من 4 ملايين " هيدورة " على الأقل رميت بشكل عشوائي وهو مايعكس ضياع هذه الثروة التي من المفروض أن توجه إلى مصانع الجلود من أجل تحويلها إلى أحذية وألبسة جلدية وحقائب وبالتالي وضع حد لعمليات الإستيراد المتواصلة للجلود. وتشير ذات المصادر إلى أن عدم وجود إستثمارات خاصة في هذا الجانب ساهم أيضا في ضياع هذه الثروة والتي ترمى كل سنة في المزابل بالرغم من قيمتها المالية وقيمتها الإقتصادية، الأمر الذي جعل وزارة الصناعة وفي كل موسم تطلق حملات تحسيسية من أجل جمع وإسترجاع هذه الجلود وتوجيهها إلى وحدات الإنتاج الستة المتواجدة عبر الوطن لإستغلالها بشكل أفضل عوض رميها في المزابل والنفايات وبالتالي وضع حد لظاهرة الرمي العشوائي لها.
