بلغ معدل انتشار داء السكري في الجزائر، 14.4 بالمائة لدى الأشخاص البالغين من العمر 18 سنة فما فوق في الجزائر، وفق ما أفاد به بيان لوزارة الصحة.
ووفق ذات البيان، فإنّ هذا الرقم مرشح للزيادة في حال عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية اللازمة، حيث من المتوقع أن يبلغ 5 ملايين بحلول سنة 2023 حسب مختلف الدراسات.
وأشار وزير الصحة عبد الحق سايحي في كلمة له على هامش افتتاح أشغال اليوم الدراسي الرابع للتكوين الطبي المستمر، إلى أن خطورة هذا الداء تكمن في مضاعفاته وتعقيداته والتي نذكر منها أمراض العيون التي قد تؤدي إلى العمى وكذا أمراض القلب والكلى والأوعية الدموية والقدم السكرية.
وبخصوص مرض القدم السكرية، قال سايحي أن هذا الأخير يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة للصحة العمومية، فما يقارب 15% من الأشخاص المصابين بداء السكري يتعرضون لجروح وتقرحات في القدم تؤدي إلى الاستشفاء لفترات طويلة مع احتمالية اللجوء إلى عملية البتر الجزئي أو الكلي و التي تعتبر مأساة للمريض ولعائلته وللفريق الطبي المسؤول عن رعايته.
كما أضاف سايحي، أن السمنة مرتبطة بمرض السرطان، فحوالي ثلث السرطانات تعزى إلى السمنة، كسرطان الثدي والقولون والبروستات، والسمنة حاليا يمثل إشكالية كبيرة بالنسبة للصحة العمومية في العالم وفي الجزائر، أيضا، حيث أشارت الدراسة الأخيرة للمنظمة العالمية للصحة stepwise OMS (2017) أن نسبة السمنة عند الجزائريين قدرت بحوالي 22%، وهي مرشحة للزيادة بشكل سريع إذ يتوقع الخبراء أن تصل إلى حوالي 46% مطلع 2030.
وأكد سايحي أن مصالحه تسعى جاهدة لمواجهة هذا الداء، الذي ينذر بتكاليف باهظة، من خلال تسطير عدة أهداف على المدى القريب و المتوسط والبعيد للتكفل بهذا الهاجس الصحي عن طريق أولا الوقاية، عبر الكشف المبكر لداء السمنة والتوعية بالدور الأساسي الذي يلعبه نمط الحياة على الصحة و كذلك تشجيع الإجراءات التي تهدف لمعالجة عوامل الخطر الرئيسية المسؤولة عنها، وذلك باعتماد سلوكيات غذائية مناسبة (الغذاء الصحي المتوازن) مصحوبة بالنشاط البدني المتواصل.
كما أكد سايحي سعي الدولة الجزائرية بشكل دائم ومستمر لتوفير الأدوية اللازمة والحديثة المعتمدة التي أثبتت فعالياتها العلاجية في أمراض السكري وارتفاع ضغط الدم وجميع الأمراض المزمنة الأخرى كداء السمنة، حتى يكون المواطن الجزائري في منأى عن الإنقطاعات والإختلالات، منوهًا بالدور الأساسي الذي تلعبه التربية العلاجية للمرضى لتفادي المضاعفات الخطيرة.