تُولي ، الجزائر وموريتانيا أهمية لإنجاز الطريق الرابط بين تندوف الحدودية في الجنوب الغربي الجزائري ومدينة آزويرات الموريتانية، ما سيفتح بالنسبة للجزائر آفاقاً كبيرة في الإنفتاح على الأسواق الأفريقية، مع تقدّم نسبة انجاز المشروع الواعد في الجانب الجزائري , رغبة في تسليمه في آجاله المحددة
في هذا السياق , أسدى والي تندوف دحو مصطفى , تعليمات على قدر عال من المسؤولية , في إجتماع تنسيقي , نهاية الأسبوع , بحضور ممثل شركة كوسيدار الجزائرية و رئيس " تجمع المقاولات المُكلفة بالإنجاز " وممثل الهيئة الوطنية للرقابة التقنية للأشغال العمومية , لأجل الإبقاء على وتيرة الأشغال التي تسير بنظام التناوب 3/8 , تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية , الذي أعطى في زيارة ميدانية إلى تندوف , إشارة انطلاق المشروع الضخم في شهر نوفمبر الماضي رفقة محمد ولد الشيخ الغزواني رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية .
و خُصّص الإجتماع في سياق مُتابعة سير أشغال مشروع انجاز الخط الإفريقي البري بين تندوف و آزويرات الموريتانية على مسافة 840 كلم، والوقوف على نسبة الإنجاز ودعم ورشات العمل في الجانب الجزائري. و وصف الوالي وتيرة الأشغال الحالية منذ انطلاق المشروع في 22 نوفمبر الماضي , وفق الجدول الزمني المسطر لها , لحرصه على المُتابعة الصارمة لسير أشغال هذا الخط الواعد , الذي سيسهم بعد دخوله حيز العمل , في الرفع أكثر من حجم التعاون الاقتصادي الذي يجمع بين البلدين , ما سيسمح بتحقيق حركية اقتصادية وتنمية المناطق الحدودية بين الجانبين . وعاين والي تندوف ,في زيارة سابقة , هذا المشروع الذي يبدأ من الحدود المشتركة بين البلدين انطلاقا من النقطة الكيلومترية 75 جنوب تندوف، مرورا على آزويرات عاصمة ولاية تيرس زمور في الشمال الموريتاني , في إطار التوجيهات التي أسديت إلى السلطات الولائية بالوقوف الميداني على سير أشغال المشروع القاعدي وتقديم التسهيلات اللازمة إلى الشركات الجزائرية المُكلفة بالانجاز , أمام الحديث الواسع عن الأهمية الإقتصادية القصوى لهذا الطريق الذي ينتظر منه منح نقلة نوعية ستتيح سلاسة وانسيابية كبيرة في تدفق المُنتجات الجزائرية إلى موريتانيا كخطوة أولى، ثمّ ربط الجزائر بعمقها الإفريقي و السماح لها بالنفاذ إلى أسواق دول غرب إفريقيا , التي يحتوي سوقها على أزيد من 400 مليون نسمة .
وتزامن البدء في إنجاز الطريق، مع الانتهاء من تجهيز المعبرين الحدوديين الجزائري والموريتاني عند نقطة التقاء الحدود بين البلدين في تندوف .
ومعلوم أن طريق تندوف أزويرات , تتكفّل 10 شركات جزائرية بانجازه , أبرزها عملاق الأشغال الكبرى في الجزائر "كوسيدار"، فيما يتابع مكتب خبرة ودراسات جزائري عمليات مراقبة تنفيذ المشروع. ويسمح الاتفاق للجزائر باستغلال وتسيير الطريق لمدة 10 سنوات قابلة للتجديد الضمني ، بما فيها محطات الخدمات والوقود التي سيتم تشييدها على طول الطريق من قبل شركة "نفطال" الحكومية , بهدف توفير وتزويد المركبات وشاحنات نقل السلع والبضائع بالوقود.
أما محطات الوقود العديدة المتواجدة على طول مسار الطريق، فسيتم انجازها واستغلالها من قبل شركة نفطال. وبرأي الكثير من الخبراء الإقتصاديين في الجزائر , فإن الجزائر وموريتانيا يجمعهما تحالف إقتصادي نوعي وغير مسبوق، وفّر له البلدان كل الإمكانات اللازمة لبلوغ الأهداف المسطرة على مستوى التجارة البينية ولنجاح التبادل التجاري عمومًا، اُستهل بفتح الحدود تجاريًا، وتلاه وضع حجر الأساس لإقامة المنطقة الحرة للتبادل التجاري والصناعي تتربع على مساحة 200 هكتار مجهزة بكل الوسائل، مع انطلاق أشغال تعبيد الطريق الرابط بين تندوف الجزائرية وازويرات الموريتانية على مسافة 840 كيلومتر، وكل ذلك بإشراف قائدي البلدين. كما يحرص الجانب الموريتاني على استلام المشروع سريعا ، لمساعيها الحثيثة على الإستفادة من عوائده تجاريا لمرور صادراتها من الثروة الحيوانية، وكذلك لحركة السفر البري بين البلدين، فضلا عن حصولها على رسوم عبور السلع الجزائرية إلى دول غرب إفريقيا.
