
كشف التحذيرالصادر عن قسم القنصليات التابع لكتابة الدولة الأمريكية للشؤون الخارجية، عن هواجس أمنية مبالغ فيها من طرف إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما المنتهية عهدته الرئاسية في 20 من شهر جانفي القادم، وفي وقت تؤكد التقارير الوطنية الصادرة عن وزارة الدفاع الوطني في الجزائر، جهودا أمنية متواصلة لقطع دابر الإرهاب والمجموعات الإرهابية التي تسعى لتصدير الفوضى الخلاقة، فإن مصالح الخارجية الأمريكية لازالت تصدر التقارير المستنسخة من أوضاع سابقة تغيرت ولم تتغير معها الأحكام المسبقة والجزافية عن الوضع الأمني، وهو ما أثار حفيظة الجزائر التي رغم أنها تدفع تكلفة محاربة الإرهاب لوحدها، فإن القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة لازالت تنظر بعين الرضا للوضع الأمني المتحسن والمستقر عموما في الجزائر.
وغير بعيد عن الورقة الأمنية التي تحاول قوى خارجية الضغط بها على الجزائر لخلفيات ومعطيات غير معلنة، فإن قضية الهجرة التي أثارتها وسائل مغربية وأخرى غربية موالية للمغرب ضد الجزائر كذبت ادعاءاتها سلطات تلك الدول الإفريقية نفسها، فقد تبين أن المهاجرين الأفارقة تلقوا كل الفحص والعنايىة الطبية الضرورية من طرف الهلال الأحمر الجزائري، سواء خلال دخولهم التراب الوطني أو قبيل ترحيلهم إلى بلدانهم الأصلية في ظروف إنسانية ملائمة جدا. وفي هذا السياق، كشفتت السيدة بن حبيلس يوم الاثنين خلال منتدى الإذاعة الوطنية عن منع الجزائر ترحيل النساء الحوامل الإفريقيات إلى بلدانهم إلى غاية وضعهن وتحسن حالتهن الصحية بشكل تام.كما أن السلطات الجزائرية التي اهتمت بأوضاع المهاجرين الأفارقة اتخذت كاف الإجراءات الضرورية لتأمين ترحيل هؤلاء وسط ظروف إنسانية مريحة، لكن يبدو أن الآلة المغربية الدعائية كانت أقوى.
ورغم ذلك فإن قوتها كشفت عن مستوى التضليل الذي مارسته.الأمن والهجرة من أخطر القضايا ذات الصلة بالاستقرار في أي منطقة، بل إن الكثير من الدول وضعت هذين الملفين من ضمن الأولويات، إلا أنهما شكلا دور المطرقة والسندان للجزائر بعدما حاولت دوائر أروبية وأمريكية الضغط بهما على الكثير من مواقف بلادنا، وهو الأمر الذي لا يمكن للجزائر أن تخضع له تحت أي ظرف من الظروف. ومن المفارقات أن أوروبا والمغرب على وجه الخصوص يتهمان الجزائر بشأن ملف الهجرة بينما الوضع في التعاطي مع المهاجرين سواء في المغرب أو العديد من الدول الأروبية كارثي بكل المقاييس العالمية، حيث الطرد التعسفي للمهاجرين من أوروبا ومطاردتهم وتجريدهم من حقوقهم ومقتنياتهم من المغرب نحو الجزائر.