
يُقبل العديد من الجزائريين على الشواطئ من أجل تناول وجبات الإفطار أو ما بات يُعرف بـ " الإفطار الشاطئي " في عدد من المدن الساحلية الكبرى ، خاصة مع إرتفاع درجات الحرارة في ولايات وهران ، مستغانم ، العاصمة ، عنابة ، تنس وجيجل في شرق البلاد . وأضحى تناول وجبة الإفطار في شهر رمضان المُبارك على شاطئ البحر ، إحدى العادات الجديدة ، التي تحرص عليها عائلات المدن الساحلية في الجزائر في السنوات الماضية ، ولكن هذه الظاهرة ، انتشرت بقوّة في رمضان الجاري ، وباتت من أبرز مظاهر إستقبال الشهر الكريم .
و إذا كان شهر الصيام ، مناسبة لجل العائلات للاعتكاف بالمساجد وزيارة الأقارب وتجنب السفر في هذا الشهر ، فإن بعض العائلات ، كسرت هذه القاعدة دون أن يمنعها ذلك من الجمع بين كسر الروتين اليومي والعبادة، خاصة بالنسبة للقاطنين بالمناطق الشاطئية ، في أجواء تمزج بين سحر البحر الذي لا ينتهي، والروحانية الفريدة التي تواكب الشهر الفضيل.
وقد دفع إنتشار ظاهرة " الإفطار الشاطئي" ، مؤخرا أصحاب المطاعم والكافيهات المنتشرة على البحر للاهتمام بتقديم بعض الأنشطة وإقامة خيام رمضانية.
إنتعاشة التجارة الشاطئية ....
وتعرف شواطئ المدينة المتوسطية " وهران" ، إقبالا كبيرا من العائلات ، حيث إستغلت جمعيات محلية و وكالات سياحية ، عطلة الربيع ، لتنشيط خدمات رمضان بتنظيم موائد " إفطار شاطئي " بأسعار تنافسية تتفاوت بين 800 و 1200 دينار جزائري ، تنطلق الرحلات على متن حافلات من وسط مدينة " الباهية" ، إلى المناطق الشاطئية . ولقيت المبادرات ، استجابة كبيرة من قبل العائلات التي استطاعت تكسير هدوء شواطئ الأندلسيات وعين الترك في شهر الصيام ، من خلال إقامة موائد رمضانية استثنائية ، رغبة منها في تكسير نمطية الصيام .
كما توفر " نوادي التخييم" والجمعيات المنظمة للإفطار الجماعي النقل وخيمات وسجادات صلاة، وكل ما يتعلق بعادات الإفطار في شهر رمضان، وتوفر كل هذه الخدمات بسعر يناسب العائلات كثيرة العدد ، بأسعار لا تتعدى 2000 دج بحسب ما هو متداول على صفحاتها عبر منصات التواصل الإجتماعي. في سياق متصّل يلجأ العديد من أصحاب المطاعم في المناطق الساحلية في مستغانم ، إلى التسويق للخدمات التي يُقدمونها عبر مختلف مواقع التواصل الإجتماعي، حيث توجد العشرات من الصفحات والحسابات الخاصة بهذه المطاعم التي يتفنن أصحابها في إظهار ميزات وجباتهم بنشر الصور والفيديوهات، والقيام من حين إلى آخر بعروض تخفيض خاصة، لتستقطب العائلات والأشخاص. كما كثّفت مؤسسات مصغرة في ولاية تيبازة إلى تنظيم " إفطارات شاطئية جماعية " سواء للشبان الذين يقطنون في مدن تيبازة أو القادمين من ولايات مجاورة أخرى، إذ تحوّلت " اللمة الرمضانية " في " الشاطئ الأزرق" إلى مشاهد دينية مميزة، تمتزج فيها روحانيات رمضان بنسيم البحر العليل .
و حفلت مواقع التواصل الإجتماعي في المدة الأخيرة في تيبازة تحديداً ، بعروض مؤسسات متخصصة في السياحة والحفلات والخدمات الفندقية في منطقتي الناظور وشرشال على وجه الخصوص ، لبدء التسجيل وحجز الأماكن، وتحديد موعد اللقاء والرحلة التي تنتهي بتنظيم مائدة إفطار جماعي للوافدين من مختلف الولايات والبلديات المجاورة.
وتقوم العائلات بمبادلة الأطباق بينها والتنافس على تقديم الوجبات للمحتاجين الذين يفدون بكثرة إلى المكان. ويرى الناس في ذلك تغييرًا للأجواء وكسرًا للروتين ، وبسبب تزامن شهر رمضان هذا العام مع قدوم الربيع، يستغل الكثير من الجزائريين هذه الفرصة للاستمتاع بالطقس اللطيف والهدوء والأجواء الجميلة مع غروب الشمس.
" فطور فايس " ....
كما تحوّلت شواطئ العاصمة " صابلات" تحديداً ، " كتامة" في وسط مدينة جيجل وشاطئ " المنار الكبير " ، بالمخرج الغربي لذات المدينة و " لاكريك " في جيجل أيضا ، إلى قبلة العائلات ، التي تتنافس لإحياء بما يُسمى في المدن الشاطئية الجزائرية ب " العوايد" ، التي تطلق على العادات الخاصة بشهر رمضان في الجزائر، والتي تعني إظهار طقوس الفرح بحلول الشهر الفضيل التي تميزه عن باقي الأيام، وتمنح البهجة للعائلات وتسمح لأفرادها بتغيير عاداتهم اليومية خارج شهر الصوم تحديداً .
وأضحت مواقع التواصل الإجتماعي ، تعج بصور لشبان وهم منهمكون في إعداد وجبة الفطور أو تناولها في الشاطئ عبر ما بات يسمى بحملات "فايس فطور" التي لقيت تجاوبا وإقبالا من الشباب. تجدر الإشارة إلى أن بعض الشباب في المدن الداخلية وعلى غرار نظرائهم بالمدن الساحلية باتوا يتنافسون على تنظيم حملات "فايس فطور"، حيث تتم الدعوة إلى فطور بمكان معين ويلتقي رواد فيسبوك سويعات قبل ذلك بالمكان الموعود من أجل التعارف ثم الإفطار.