رئيس كونفيدرالية الموالين لـ”البلاد”: دخــلاء على المهنة هدفهم زرع البلبلة
البلاد - آمال ياحي - رفض عدد كبير من الموالين تلقيح مواشيهم ضد وباء المجترات الصغيرة بعد تسجيل حالات نفوق للأغنام مباشرة بعد تلقيحها، في إطار الحملة التي أطلقتها وزارة الفلاحة منذ أيام، في حين أرجع المختصون سبب النفوق إلى الحمى القلاعية.
امتنع أمس، رئيس الفيدرالية الوطنية للموالين، عزاوي جيلالي، عن تقديم تفسيرات عن سبب عزوف الموالين عن تلقيح المواشي السليمة، رغم خطورة الوباء الذي يهاجم في العادة صغار المجترات هذه المرة، موازاة مع وباء الحمى القلاعية. وقال في تصريح لـ “البلاد” أن هذه الفئة دخيلة على المهنة ولا تملك قطعانا كبيرة وهدفها خلق البلبلة والتشويش على حملة التلقيح، وهي العملية التي تسير في ظروف عادية جدا على حد تعبيره، وبتجاوب من الموالين، فيما يجري إعداد الملفات المطلوبة للحصول على تعويض مالي، تقدّمه السلطات لكل مربي وموال تضررت مواشيه من الطاعون.
من جهتهم، يؤكد البياطرة أن الأغنام في حال إصابتها بالحمى القلاعية وتلقيها لقاح وباء المجترات الصغيرة قد تتعرض إلى النفوق مباشرة، وهو ما حدث بالفعل مؤخرا، مع انطلاق حملة التلقيح. ويرجع هؤلاء السبب الرئيسي إلى ضعف مناعة الحيوان المصاب بالحمى القلاعية، فضلا عن تدخل عوامل أخرى لها علاقة بالتغذية، التي غالبا ما تكون غير معتمدة على أعلاف صحية.
ومعلوم أن وزارة الفلاحة شرعت في حملة تلقيح واسعة لأبقار ضد الحمى القلاعية منذ أشهر، غير أنها لم تتمكن من محاصرة المرض، الذي انتقل لسوء الحظ إلى الأغنام. وبالنظر إلى تعداد القطعان الذي يقترب من 26 مليون رأس، فقد وجدت وزارة الفلاحة في ورطة من حيث تأمين الوحدات اللقاحية المطلوبة، فيما يواصل المرض زحفه من الحدود إلى الحدود، ويؤدي حاليا إلى النفوق، فيما يبقى عدد لا يحصى من الأغنام حامل للفيروس، وهو ما يجعل أي لقاح غير ناجع.
ولتجاوز هذه الأزمة، دعا البياطرة إلى إجراء تقييم لحملة التلقيح الوطنية ضد وبائي الحمى القلاعية وطاعون المجترات الصغيرة بمجرد الانتهاء منها. وأوضح الدكتور نجيب دحماني، في اتصال مع “البلاد”، أن المسألة تنطوي على أخذ عينات من أمصال المواشي في جميع بؤر المرض للتحقق من فعالية اللقاح، على أساس أن اللجوء إلى الذبح الصحي سيكون له انعكاسات سلبية على الجميع، طالما أن القانون ينص على ردم اللحوم بعد الذبح كحل لمواجهة انتشار الوباء، غير أن تقييم حملة التلقيح سيجنب السلطات الدخول في متاهات لا آخر لها، فضلا عن كون هذا الإجراء يندرج في صميم توصيات المنظمة العالمية للصحة الحيوانية.
ورغم التطمينات التي قدمتها وزارة الفلاحة حول سلامة لحوم المواشي وصلاحيتها للأكل، إلا أنه مع اقتراب شهر رمضان الذي يشهد في العادة استهلاك المواطنين للحوم اللحمراء أكثر من باقي فترات السنة يطرح عدة إشكالات حول صلاحية هذه اللحوم حتى بعد تلقي المواشي للقاح، وما هي الضمانات التي تقدمها السلطات المختصة لإقناع المواطن بعدم تعرضه لأي خطر في حال تناوله للحوم ماشية مريضة أصلا.