البلاد - آمال ياحي - حذّرت وزارة الصحة المواطنين من الاستعمال المفرط للمضادات الحيوية، مشددة في إطار حملة تحسيسية بمخاطر الاستخدام اللاعقلاني لهذه المضادات، التي يقتضي تناولها استشارة الطبيب.
وبثت الوزارة على موقعها الإلكتروني أمس، ومضات إشهارية دعت فيها إلى عدم اقتناء مضادات حيوية بدون وصفة طبية، تزامنا مع انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية، حيث ألحت الوزارة، لا سيما خلال موسم الشتاء الذي يتعرض فيه الكثيرون إلى نزلات البرد بسبب كثرة الفيروسات المتحولة، إلى ضرورة اتباع نصائح الطبيب والابتعاد عن تعاطي أي نوع من المضادات الحيوية عشوائيا بسبب آثاره السلبية ودوره في إضعاف مناعة الجسم.
وكشفت الإحصائيات التي أنجزتها نقابة الصيادلة لنسبة استهلاك المضادات الحيوية خلال سنة 2018، أن الجزائريين يستهلكون يوميا 50 ألف علبة من المضادات الحيوية خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع بسبب نزلات البرد شديدة التعفن والتهاب الأسنان.وقال التقرير ذاته، إن 80 بالمائة من وصفات الأدوية التي يصفها الأطباء للمرضى تتضمن مضادات حيوية، التي تصرف بعشرين نوعا، لعلاج التهابات الحلق التي تسجل بكثرة في فصل الشتاء، كما أن 100 بالمائة من الوصفات التي يصفها أطباء الأسنان تتضمن مضادات حيوية لعلاج التهابات الأسنان الشديدة.
إلى جانب هذا يحذر الخبراء في الصحة من إشكالية التطبيب الذاتي واستهلاك المضادات الحيوية، باعتبارها تمثل 10 من المائة من منتجات الاستشارة التي يبيعها الصيادلة، مما استدعى اعتماد مخطط وطني استراتيجي لمكافحة مقاومة المضادات الحيوية على مستوى وزارة الصحة بالنظر إلى ما تتكبده الخزينة العمومية من خسائر مالية كبيرة، حيث أن علاج مقاومة المضادات الحيوية يفرض اقتناء أدوية باهضة الثمن لحل المشاكل الناجمة عنها.
وبهذا الخصوص، يرى الخبراء أن الاستخدام الخاطئ للمضادات الحيوية وصرفها من دون وصفة طبية أو عدم الالتزام بطريقة المعالجة التي وصفها الطبيب تؤدي إلى تقليل فعالية المضادات الحيوية وعدم الاستفادة منها، وهو ما سمح أيضا بتطوير سلالات بكتيرية تكون قادرة على مقاومة أنواع من المضادات الحيوية تعرضت لها بشكل مخفف في الماضي.
وأظهر المسح الأخير الصادر عن منظمة الصحة العالمية، أن استخدام المضادات الحيوية ارتفع بشدة في بعض الدول، مشيرا إلى أن هناك حاجة للتحرك العاجل للحد من الاستهلاك غير الضروري لهذه الأدوية والتوعية بمخاطر سوء استخدام المضادات الحيوية، وزيادة الوعي بالكيفية التي تستخدم بها هذه المضادات، مؤكدا على ضرورة وصفها من قبل طبيب مهني معترف به من قبل الجهات الطبية الرسمية في البلاد.
