ريــاض.خ / بعد أكثر من أربع سنوات من الركود، دخل سوق السيارات في الجزائر مرحلة جديدة، وحركة دؤوبة غير عادية، بدخول مختلف الماركات العالمية، التي سمحت للطبقة المتوسطة تحديداً، بتحقيق حلم اقتناء سيارة جديدة، في ظل توافر عروض كثيرة في السوق المحلية، التي منحت المواطن البسيط، امكانية شراء ماركات عالمية معروفة مع دخول علامات صينية رائدة واقتحامها ساحة المنافسة من بابه الواسع.
وهو ما يغلق بالمرة ، باب المُضاربة، ويمهد لانتعاشة كبيرة بحلول سنة 2024، وتراجعا في أسعار السيارات المستعملة، بما سيحقق للمئات من الجزائريين حلم اقتناء سيارتهم الخاصة، خاصة مع بدء إستغلال مصنع فيات للسيارات في طافراوي بوهران، المرتقب أن يوفر أول سيارة مُصنعة في أواخر شهر ديسمبر القادم.
هذا النشاط المُكثّف في ولوج السيارات العالمية إلى السوق الجزائرية، فتح الأبواب أمام المواطن الجزائري، فرصا عِدَّة لم تكن متاحة من قبل ، ولم يكن بالمقابل يتوقع أن يبلغ هذه الدرجة من الإختيار بين المنتوجات المعروضة وكذا بين النوعية المطلوبة وفق السعر والتكلفة التي تناسب قدرته الشرائية.
مع دخول أول كوطة للسيارات الصينية " شيري " بتشكيلاتها المختلفة وتسويق مركبات المتعامليْن الإثنين، والقضاء بصفة نهائية على " مارد" الإحتكار والبزنسة ، يكون الجزائر ، خَطَّت خَطْوة جَبَّارة بإقامة بنية تحتية صلبة قابلة على استقبال وتلقي الطلبات ومعالجتها بطريقة صحيحة دون أي اختلالات مقابل خدمات في مستوى تطلعات المواطن .
و استطاعت ذات النَقلة النوعيّة، في تموين السوق بمنتوج جديد بمواصفات عالمية ، " نفض غبار" السنوات الأربع بتقديم خدمات راقية من حي النوعيّة وجَوْدة السلعة المُسَوِّقة ، إنطلاقا من دفتر شروط جديد لا يقبل الخطأ والمراوغة.
ارتفاع الطلب على شيري
مع دخول المركبات الصينية للمتعامل الإقتصادي الأول مرحلة التسويق الرسمي لأول مرة يوم 9 نوفمبر بحضور وزير الصناعة وذلك منذ الشروع في استيراد هذا النوع من المنتوج بداية من الصائفة الماضية ، فتح اليوم الأحد بالمقابل الوكيل المعتمد للعلامة الثانية فرعا له بوهران وعلى مستوى المنطقة الصناعية الكرمة، لاستقبال الطلبات و تقديم الشروحات اللازمة حول المنتوج الجديد.
تمهيدا للانتقال إلى مرحلة الطلب واختيار العروض المُقدمة، مع العلم أن العلامة " شيري" تختص في المركبات الرباعية الدفع بتشكيلات جذابة حسب محرك وعلبة السيارة وقوة الحصان وتجهيزات أخرى راقية وبأسعار متفاوتة ابتداء من 249.9 مليون سنتيم وبضمان يصل إلى 6 سنوات .
ويعرف الطلب على هذا المنتوج الصيني الشهير " شيري " ، اهتماما بالغا من قبل الجزائريين الذين يتوافدون على نقطة البيع الوحيدة في غرب البلاد لمعرفة شروط البيع التي يفرضها المتعامل والأنواع المعروضة .
واستنادا للمعطيات الأولية، فقد استقبل فرع وهران لحد الآن 200 طلبا من قبل الراغبين في الحصول على مركبة من الأنواع الأربعة المقدمة، بينما ترشح الجهات العاملة في هذا الميدان على إرتفاع الطلب في قادم الأيام أمام الإقبال الكبير الذي سجلته نقطة البيع المعتمدة في وهران ، في ظل العرض الصيني القوي ، الذي يوَفّر ، نوعيات ذات جودة عالية رائدة في أوروبا ودول الخليج المعروفة باختيارها لهذا النوع من السيارات حسب طبيعة المنطقة التي تفرض عليها مركبات مُقاومة .
ضوابط تمنع بيع السيارة قبل 3 سنوات
أما بخصوص الضوابط التي حَدَّدتها وزارة الصناعة لتسويق السيارات الأجنبية في الجزائر ، فقد تمَّ فرض إجراءات رقابية صارمة ، أبرزها تشديد الخناق على السماسرة والمُضَاربين ، بوضع دفتر شروط جديد، يلتزم ببنوده كامل الوكلاء المعتمدين، كما يفرض على الزبون من خلال العقد الذي بربطه مع الطرف الثاني التزامات، من بينها منع بيع السيارة قبل 3 سنوات.
و بادرت من جهتها الإدارة في توجيه تعليمات للموثقين تفيد من خلالها استبعاد كل العمليات المرتبطة بالبيع بالوكالة، انطلاقا من انه فعل يعاقب عليه القانون على غرار باقي القوانين التي تجرم المُضَاربة.
ومنه تضمن وصول الطلبية إلى أصحابها وتوصد الباب في وجه "المُضَاربة " الذي اعتاد على الإسترزاق من مُمارسات غير قانونية.
أما بالنسبة لعمليات ما بعد البيع وإجراءات الصيانة، فإن الأمر يقع على عاتق الوكيل الذي يلتزم بتسوية مثل هذه المشاكل، بحسب ما يحدده العقد وما تمليه شهادة الضمان التي تحدد المدة بين 5 و7 سنوات حسب كل متعامل. وبالمُحصِّلة، ستسمح إنتعاشة سوق السيارات الجديدة في الجزائر، بخلق عشرات الآلاف من الوظائف.
بالإضافة إلى أرباح طائلة للخزينة العمومية، نتيجة الرسوم المفروضة التي تمثل 50% من ثمن السيارة، كما أن السيارة النفعية تتيح للشركات والمؤسسات الجزائرية العمل بأريحية .
