سجل الدينار الجزائري إخفاقا جديدا امام سعر صرف العملة الصعبة، حيث سجلت ارتفاعا كبيرا في الأسواق الموازية، بعد فترة قصيرة من الاستقرار، حيث تم تداول 1 أورو مقابل 194.5 دينار. أما بالنسبة للدولار فتم تداول 1 دولار مقابل 162.5 دينار.
ويعتبر هذا التراجع ترجمة واضحة للازمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد، فبالإضافة إلى تراجع سعر البترول الذي يقدّر متوسطه السنوي بـ 51 دولارا للبرميل، شهد الدينار الجزائري انخفاضا محسوسا، حيث سجل مستويات قياسية لم تعرفها البلاد منذ الاستقلال.
وللوقوف على الظاهرة تنقلت “البلاد” إلى سوق السكوار بشارع بورسعيد بالعاصمة، الذي يشهد حالة قلق وترقب كبيرة لأسعار الصرف التي تشهد حالة لا استقرار في السوق، وغالبا ما يخضع السوق الموازي للعملة الصعبة إلى عوامل عديدة تتحكم في صعوده ونزوله بعيدا عن الأسواق الرسمية، وقبل يوم واحد تم تداول 1 أورو مقابل 132.40 دينار، و1 دولار مقابل 111.25 دينار، في الأسواق الرسمية مسجلا تراجعا طفيفا مع بداية الأسبوع الجاري. وحسب تاجر عملة بالسكوار، فإن هذا التراجع يعود اساسا لعدم استقرار الدينار الجزائري الذي يشهد انهيارا تاما نتيجة للازمة الاقتصادية التي اصبحت تعد مؤشرا لضعف الميكانزمات المتحكمة في ارتفاع قيمة العملة الوطنية مقابل العملة الصعبة. كما سجل سعر صرف الاورو في السوق الموازية ارتفاعا محسوسا، حيث سجل سعر الاورو بـ 192 دينار مقابل 1 اورو. أما الدولار فقد وصل 1 دولار إلى 165 دينار جزائري .
من جهة اخرى، اكد كمال .س، تاجر العملة بشارع بورسعيد بالعاصمة أن انهيار الدينار ساهم في تآكل القدرة الشرائية. كما يؤدي تآكل العملة، إلى اضطرار الحكومة للاستنجاد باحتياطي الصرف من العملة الصعبة التي تملكها الجزائر لاستيراد المواد الاستهلاكية من الخارج وهو ما سيؤدي في الأخير إلى تراجع المخزون الاحتياطي.
من جانب آخر، ذكر الخبير الاقتصادي عبد المالك سراي، أن تداعيات تراجع قيمة صرف العملة تقتصر على المواطنين والمستهلكين، حيث يقول في تصريح لـ«البلاد” إن الشركات التجارية المنتجة والمستوردة للمواد الأولية، ستكون في وضع لا يحسد عليه، بسبب صعود الدولار مقابل الدينار. بينما يتأثر انخفاض الدينار مقابل الأورو على قيمة الواردات الجزائرية وهذا ما يساهم ايضا في اضعاف الاقتصاد الجزائري الذي بدأت مؤشرات انهياره تلوح بشدة، إلى جانب انهيار القدرة الشرائية للمواطنين.
