أحدثت قرار وزارة الخارجية السعودية بتقليص مدة صلاحية تأشيرة العمرة من شهر إلى 15 يوما، ارتباكا لدى الوكالات السياحية التي استغربت الحديث عن هكذا قرار بعد استكمال كافة إجراءات الحجز وبرمجة الرحلات، حيث تتخوف من تكبدها خسائر مالية جراء هذا القرار وعدم التزامها مع المواطنين الذين دفعوا تكاليف تاشيرات العمرة لمدة شهر.
وأثار قرار تقليص مدة صلاحية تأشيرة العمرة إلى 15 يوما بدلا عن شهر بداية من الأول من رجب الموافق لـ 18 مارس الجاري، حالة من القلق لدى الكثير من الوكالت السياحية بالجزائر التي استغربت مثل هذا القرار وعدم تبليغهم به، حيث اعتبر العديد من الوكالات أن إمكانية تطبيق هذا القرار ستجعلهم يتكبدون خسائر مالية كبيرة. كما سيحرم المعتمرين من فرصة عمرة رمضان بالنسبة للذين تحصلوا على تأشيرة العمرة لمدة شهر. واستبعدت بعض الوكالات تطبيق هذا القرار واكدت استثناء عمرة شهر رمضان من اللوائح والقوانين التي تحدد مدة صلاحية التأشيرة، لعدة اعتبارات وهو أن مختلف الوكالات السياحية التي تتكفل بعملية تأشيرات العمرة استكملت كل الإجراءات والترتيبات المتعلقة بالحجز وكذا التكاليف ولديها التزامات مع زبائنها ولا يمكن مراجعتها وتغيير برنامج رحلاتها ليتلاءم مع التعميم الجديد الصادر عن الخارجية السعودية، حيث يمكن أن يحرم تطبيق هذا التقليص الالاف من المعتمرين الحاصلين على التأشيرة في بداية شعبان من دخول المملكة خلال رمضان وهو ما يجعل تطبيق هذا القرار بالنسبة لعمرة رمضان، حسب العديد من الوكالات، مستبعدا تماما لأنه سيجعل السلطات السعودية امام موقف صعب وستكون مطالبة بتعويضات للزبائن.
وحذرت المديرية العامة للجوازات التابعة لوزارة الداخلية السعودية، المعتمرين من تجاوز مدة صلاحية تأشيراتهم ودعت إلى التقيد بمواعيد رحلاتهم والالتزام بوقت المغادرة للعودة إلى أوطانهم وعدم التأخر عن المغادرة أو البقاء بعد انتهاء المدة المحددة لتفادي العقوبة المترتبة على التأخر بعد انتهاء تأشيرة الدخول الممنوحة لهم التي تصل إلى غرامة مالية بقيمة 50 ألف ريال والسجن ستة أشهر مع الترحيل.
وأشارت إلى أن التعليمات لا تجيز للقادم لأداء العمرة أن يقيم في البلاد بعد انتهاء صلاحية التأشيرة الممنوحة له. كما يحظر عليه العمل أو التنقل خارج مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة، ويكون ذلك في أثناء صلاحية التأشيرة.
بالموازاة مع ذلك، أطلقت العديد من الوكالات السياحية اواخر هذا الشهر عروضا مغرية وتخفيضات للمعتمرين تراوحت بين 20 و30 ألف دج لجلب اكبر عدد ممكن، لا سيما وأن الكثير من المعتمرين يفضلون هذه الفترة للحصول على تأشيرات وقضاء العمرة في البقاع المقدسة تزامنا مع شهر رمضان. وذكر رئيس نقابة الوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أن أسعار العمرة ستشهد في الفترة القادمة ارتفاعا بسبب ما أسماه ”عمرة رمضان” وهي التي ترتفع فيها مستحقاتها لتصل إلى 25 مليون سنتيم وأكثر لدى بعض الوكالات حسب أماكن الحجز ونوعية الفنادق وقربها من الحرم المكي. علما أن شهر رمضان لوحده شهد العام الماضي، حسب الأرقام المعلن عنها من طرف الجهات المسؤولة، تنقل قرابة 100 ألف معتمر جزائري من أصل قرابة نصف مليون معتمر طيلة موسم 1438 /2017.
