حملات إغاثة جزائرية مُكثَّفة لدعم الفلسطينيين

يُجدِّد التزام الجزائر بنصرة القضية الفلسطينية

خ/ رياض  - جدَّدَت حملات الإغاثة المُكثَّفة الجزائرية إلى قطاع غزة ، التزام الجزائر الراسخ تجاه القضية الفلسطينية ، ذلك تجسيدا للعناية التي يوليها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتوفير دعم رسمي لفلسطين.

وتعزيز الموقف الجزائري على الصعيد الإنساني و السياسيّ ، لكون أن الجزائر كانت ولا تزال أول وأفضل داعم للقضية الفلسطينية، عبر تقديم مساعدات سواء كانت مالية أو مواد أساسية، وعلى الرغم من البعد الجغرافي بقيت العلاقات متينة ودائمة إلى يومنا هذا .

ولم يتوقف الجزائريون، منذ بداية عملية “طوفان الأقصى” في السابع أكتوبر ، لوهلة واحدة عن جمع التبرعات وتقديم المساعدات وتأسيس حسابات مالية لصالح سكان غزة، الذين يعيشون تحت الغارات المُكثَّفة لقوات الإحتلال الصهيوني وضاعفت العديد من الجمعيات والمؤسسات حملات لتنظيم نشاط إغاثي داعم للشعب الفلسطيني، منها مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري ، جمعية الإرشاد و الإصلاح ، جمعية البركة ، جمعية الأيادي البيضاء الجزائرية الحديثة و لجنة الإغاثة الوطنية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

وكذا الكثير من الجمعيات الإغاثية الجزائرية ، التي باتت تملك خبرة لا بأس بها في مجال العمل الإغاثي الموجه إلى فلسطين، حيث سبق لها خلال العقدين الماضيين القيام بعشرات حملات الدعم والإسناد المادي لسكان غزة والمناطق الفلسطينية.

ونفذت سلسلة من عمليات الإغاثة في مختلف المناسبات، بما فيها رعاية الأيتام و المناسبات الدينية والأعياد والدخول المدرسي في قطاع غزة، وكان يجري التنسيق مع السلطات الجزائرية لاتخاذ الإجراءات اللازمة مع دول مثل مصر وغيرها، لضمان عبور هذه المساعدات ووصولها.

إضافة إلى طرق أخرى عبر أطراف دولية.

قلوبنا مع غزة....

فمنذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أطلقت مؤسسة الهلال الأحمر الجزائري ، وهي واحدة من أبرز الهيئات الإغاثية في البلاد ، حملة إغاثة واسعة لدعم قطاع غزة من خلال التنسيق المتواصل مع الهلال الأحمر المصري والفلسطيني.

بالرغم من الحصار المفروض على معبر رفح لعبور الشاحنات الجزائرية المُحملة بأطنان الأدوية والأغذية ، الخيم والأفرشة وكل المستلزمات الطبية الضرورية.

وكانت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري ابتسام حملاوي ، كشفت ، أن المؤسسة لديها مخزون أمان ثابت يكفي للتدخل في أي كارثة إنسانية في العالم.

وأردفت: " كمية المساعدات الجزائرية التي وصلت إلى مصر " كبيرة جدا " وهناك صعوبة في التخزين وإدخال المساعدات عبر معبر رفح . و تتأهب الجمعية ذاتها ، إلى إطلاق منصات رقمية شهر ديسمبر القادم، لتسجيل المتطوعين، والراغبين في التربصات الخاصة بالإسعاف، والتطبيب في الحروب، وكذا المستفيدين الجزائريين من الإعانات لمنحهم بطاقات، في ظل التّنسيق الوثيق بين مؤسسة الهلال و نقابة أطباء الصحة العمومية، التي جهزت أطقم طبية، وطلبت من الهلال الأحمر إيجاد سبل نقلهم لقطاع غزة.

جمعيةالإرشاد والإصلاح، وهي أقدم جمعيات العمل الخيري في الجزائر، بادرت هي الأخرى إلى اطلاق حملة دعم ونصرة لصالح فلسطين، وخصصت الجمعية حساباً لتلقي المعونات المالية، التي سيجري في وقت لاحق صرفها لشراء المعدات والأدوية والمواد التموينية الضرورية من الحاجيات الأساسية للفلسطينيين، وتوصيلها عبر طرق مختلفة، كما جرت عليه في العمليات الإغاثية السابقة.

هذه الحملة تمر عبر مراحل المساعدات العاجلة، ومنها الأدوية والغذاء والأفرشة والأغطية للعائلات، وفي المرحلة الثانية ، يتم على إسناد وتمويل عمليات فتح الطرقات مع شركاء الجمعية في غزة، وهي مؤسسات إنسانية تعمل في المجال الإنساني، على غرار الهيئة الدولية للإعمار في فلسطين التي هي شريك للجزائر لإنشاء البنى التحتية، وفي المرحلة الثالثة تتم المساعدة في الإعمار من خلال ترميم وإعادة بناء المنازل والمساجد والمدارس، وكفالة الأيتام وأسر الأسرى والشهداء.

كما لم تتوان جمعية "البركة"، عن إطلاق ، حملة "الوعد المفعول"، المرصودة لدعم ساكنة غزة تحديداً ، وستركز في مرحلتها الأولى على التوفير العاجل للأدوية وسلال الغذاء وتوزيع مساعدات نقدية لعائلات الشهداء، وتوفير سيارات إسعاف وجرافات وغيرها من المعدات المدنية التي تحتاج اليها أطقم الدفاع المدني.

طُّوفان إغاثي جزائري لنُصْرة غزة....

وأعلنت جمعية "البركة" عبر صفحتها الرسمية في " الفايسبوك " أنها تملك مكتباً في غزة وأن هذا الأخير يقوم في الوقت الحالي بإيواء العائلات الفلسطينية التي تهدمت منازلها، بتمويل من الجمعية، وتوزيع معونات كانت في مخازن المنظمة في غزة.

وقالت الجمعية إنها لا تشتغل في الحملات والمناسبات فقط بل هو عمل دائم، ولديها مئات الشباب من النساء والرجال أعضاء في هذه الجمعية ينشطون في فلسطين.

في السياق ذاته ، أطلقت لجنة الإغاثة الوطنية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ، حملة لتلقي المعونات والتبرعات، لمساعدة سكان غزة، بعد الاستهداف الغاشم والعنيف من قبل الإحتلال "الذي لم يستثنِ إجرامه في غزة المدارس، ولا المستشفيات، ولا المساجد، ولا الأحياء السكنية، ولا محطات الكهرباء... متجاوزاً كل الحدود، وكل القوانين الدولية".

واعتبرت الجمعية أن "الواجب يقتضي مساعدة المظلومين في غزة". ودعت الهيئة في الوقت نفسه، جميع الهيئات الإغاثية العاملة في الجزائر لصالح فلسطين، العمل على توحيد جهودها، وتنسيق أعمالها، للخروج بآلية عمل موحدة. وانخرطت جمعية الأيادي البيضاء الجزائرية ، التي تملك مكتبا في غزة ، في حملة تنفيذ المشاريع الإغاثية في غزة ، بإعلانها عن توزيع الوجبات الجاهزة على العائلات النازحة والمتضررة من العدوان على قطاع غزة .

حب فلسطين مُتوارث في جينات الجزائريين ..

كما تحذُو الجالية الجزائرية في المهجر وأوروبا و أمريكا الشمالية" فرنسا ، بلجيكا ، وكندا وحتى في الخليج العربي ، رَغبة شَديدة في الإنخراط ضمن مساعي الجزائر في العمل الاغاثي لنصرة غزة حيث تبحث الجاليات الجزائرية ، عن حُلول لإيصال أموالها و مختلف تبرعاتها لضحايا العدوان الإسرائيلي 

وتأتي هذه المبادرة تماشياً مع دعم الجزائر المتواصل والثابت ملكاً وحكومةً وشعباً للقضية الفلسطينية منذ عقود، كما جاءت لتعبّر هذه المساعدات العاجلة عن التزام الجزائر ، بالتضامن اللامشروط واللامحدود مع الشعب الفلسطيني الشقيق.

في تأكيد أن القضية الفلسطينية بالنسبة للجزائريين قضية وطن متجذرة كما هي عقيدة. على العموم ، تغلي قلوب الجزائريين، مما يقع من تطورات درامية في قطاع غزة.

ويتأرجح الموقف بين فرح بكل إنجاز تحققه كتائب القسام ، والألم من جراء حرب الإبادة التي يتعرض إليها سكان غزة. ويتابع الجزائريون التطورات القائمة، ويستعيدون خط الثورة الجزائرية في مقاومة المُحتلّ الفرنسي وصَدّ المستعمرين الذين استولوا على الأرض والخيرات .

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. إلى غاية غدًا الخميس.. أمطار غزيرة ورياح قوية على هذه الولايات

  2. ملفات هامة على طاولة الحكومة

  3. تعيين زهير بوعمامة مستشارا لدى رئيس الجمهورية

  4. مجمع ستيلانتيس يوقع على أربعة اتفاقيات مع مزودين محليين

  5. القضاء على إرهابي بالقطاع العسكري عين الدفلى بالناحية العسكرية الأولى

  6. خطوط بحرية منتظمة تُتِيح للجزائر ولوج أسواق أوروبا

  7. الفريق أول السعيد شنقريحة في زيارة عمل وتفقد إلى الناحية العسكرية الثالثة

  8. اجتماع أوروبي طارئ لبحث تعليق الشراكة مع إسرائيل

  9. قنصلية متنقلة لخدمة المُغتربين الجزائريين بمقاطعة لامارن بفرنسا

  10. مشروع نص التعبئة العامة : "إطار قانوني يتم الرجوع إليه عند الضرورة لحماية أمن البلاد"