لا تزال أغلب الأحزاب السياسية سواء من المعسكر الموالي أو المعارض، خارج مجال التغطية وغطت في نوم عميق، مفضلة الصمت والتعامل ببرودة مع ما يجري في الساحة التي تعرف أجواء ساخنة، على خلفية الاحداث الاخيرة التي شغلت الراي العام وأبرزها لقاء الوزير الأول عبد المجيد تبون بنظيره الفرنسي وما كان له من تداعيات وتبعات هذا اللقاء، خاصة بعد تسريب رسالة نسبت لرئيس الجمهورية فتحت جدلا واسعا، بعد أن تضمنت تعليمات مفادها غضب الرئيس من وزيره الأول والعمل على تصحيح بعض التوجهات والقرارات التي اتخذها .
وغطت أغلب التشكيلات السياسية في نوم عميق، واختارت قضاء عطلة صيفية باردة وخالية من أي تفاعل سياسي، ما عدا التزامها سياسة البيانات الإعلامية والنشاطات المرتبطة غالبا بترتيب شؤونها الداخلية، لوضع حد للصراعات التي تهدد استقرارها، في وقت تعرف الساحة حراكا ساخنا وظهرت هذه الأحزاب على اختلاف تياراتها في موقف المتفرج من الأحداث الجارية، وجس النبض دون إبداء أي تفاعل على الرغم من أن هذه المستجدات شغلت الرأي العام وحتى وسائل الإعلام المحلية والاجنبية.
وكان اللقاء الذي تم بين الوزير الاول عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي جمرة هذه النار المشتعلة التي لم تلحق حرارتها الأحزاب السياسية التي تعيش برودة غير مسبوقة وتجاهلت الخوض في الأجواء الساخنة التي تعرفها الساحة وحجبت نفسها عن التفاعل مع المستجدات الأخيرة التي أضفت الكثير من الضبابية على المشهد السياسي ووضعت أجندة الوزير الأول والندوة المرتقبة محل جدل وامام مصير مجهول سيتجلى مع عودة الوزير تبون وطاقمه الحكومي لقصر الدكتور سعدان بعد انقضاء عطلتهم الصيفية.
وعلى الرغم من أن شهر سبتمبر على الأبواب، حيث تنتظر الساحة الوطنية إطلاق المشاورات الاقتصادية التي اعلنها الوزير الأول عبد المجيد تبون لتجمعه مع مختلف اطياف الاحزاب السياسية والمجتمع المدني وكذا اجتماع الثلاثية والقرارات التي ستتمخض عنها، إلا أن الأحزاب غارقة فقط في ترتيبات الانتخابات المحلية ولا يبدو أنها شرعت في تحضير ورقة للقاء المرتقب، حيث إن أجواء العطلة السنوية والصيف جعلتها بعيدة كل البعد عن الحراك الجاري ولم تبدي أي تفاعل مع تسارع الاحداث والسجال الدائر، في وقت تشهد الساحة الوطنية، جوا استثنائيا ومشحونا بسبب قرارات الوزير تبون، خاصة ما تعلق بضبط التجارة الخارجية، لم تدلي أي تشكيلة سياسية بأي تصريح ولم تعبر عن أي موقف بعدما تم تسريب الرسالة الأخيرة التي نسبت لرئيس الجمهورية والتي حملت جملة من الاتهامات لحكومة الوزير الأول عبد المجيد تبون. ورغم كل ذلك فضلت الأحزاب السياسية التخندق في موقف المتفرج وجس النبض بعيدا عن أي موقف رسمي، ما عدا زعيمة حزب العمال لويزة حنون التي خرجت للدفاع عن الوزير الأول تبون وعن قراراته وتكشف أن هذا الاخير يتعرض لحملة من مافيا ”الأوليغارشية”.