مرّ مشروع إنجاز الطريق الحدودي الحيويّ تندوف - آزويرات الموريتانية على مسافة 840 كلم ، إلى السرعة القصوى ، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بتسليم هذا الشّرْيان الإستيراتيجي في وقته القانونيّ المحدد .
و أشرفت السلطات الجزائرية ممثلة في والي تندوف و نظيرتها الموريتانية ممثلة في مسؤولي ولاية تيرس الزمور الواقعة أقصى الشمال الموريتاني ، في اليومين الأخيرين ، على التدابير السلسة لعملية عبُور عشرات الآلات و الشاحنات و المركبات الضخمة و دخول وخروج عمال الشركات الجزائرية المُكلفة بالإنجاز ، إلى المعبر الحدودي الموريتاني ولد الباردي ، لبدء المرحلة الثانية من أشغال الطريق الرابط بين مدينتي تندوف و آزويرات الموريتانية ، مرورا على " بئر أم إكرين " - آزويرات ، آفديرك و تيرس زمور في أقصى شمال موريتانيا .
و ذكرت اللجنة الفنية متعددة القطاعات تحت وصاية وزارة التجهيز الموريتانية ، أن المشروع يسير بخطى ثابتة ، وفق الجدول الزمني المتفق عليه ، بدليل دخول الشركات الجزائرية ال 10 المُكلفة بالإنجاز إلى موريتانيا في الآجال المحددة ، لإكمال الأشغال في الجانب الموريتاني ، وهو ما يوضح حسب الخبراء الفنيين الموريتانيين ، أن البَلدين يُسابقان الزمن لأجل تنفيذ هذا المشروع الضخم في الآجال القانونيّة المحددة إجمالا ب 42 شهرا ، حيث ستنتهي أشغال المرحلة الأولى في الجانب الجزائري على مسافة 320 كلم ، ضمن آجال لا تتجاوز 30 شهرا ، بينما تم تحديد مدة أشغال إنجاز المرحلة الثانية من المعبر الحدودي الجزائري نحو مدينة آزويرات ب 40 شهرا ، لطول مسافة إنجاز الطريق في الشق الموريتاني. ومعلوم أن المشروع يتم إنجازه من قبل 10 مؤسسات جزائرية، كما يتكفّل مكتب دراسات جزائري بمتابعة أعماله. وبعد استكمال المشروع، ستعكف الجزائر على استغلاله في صورة امتياز لمدة 10 سنوات مع إمكانية التجديد ، كما سوف تستغل شركة (نفطال) محطات الوقود العديدة المتواجدة على طول مسار الطريق، بعدما تتولى إنشاءها.
" خطى ثابتة " ...
و إحتفى رجال الأعمال الموريتانيون بسرعة إنجاز هذا الطريق البري ، بدليل دخول الشركات الجزائرية في سباق مع الزمن لأجل تنفيذ أشغال الشق الثاني من الأشغال الكبرى الخاصة بمدينة آزويرات إلى غاية المعبر الحدودي الموريتاني ولد الباردي ، وهو ما يؤكد رغبة سلطات البَلدين في تسليم المشروع في وقت قياسيّ ، خاصة أن هذا المشروع الواعد بمقدوره أن يفتح محاور طرق دوليّة هامة، ويسمح للجزائريين بالوصول إلى الأسواق الإفريقية مروراً بموريتانيا.
بحيث أن ارتباط الطريق بمدينة آزويرات ، له أهمية اقتصادية كبرى ، كونها مدينة عمالية منجمية ، وتربطها سكة حديدية بمنطقة نواذيبو الحرة، والتي تتمتع بنظام ضريبي وجمركي محفز ، إضافة إلى سكة حديدية تمتد لمسافة تصل إلى 650 كلم تقريباً ، أنشئت خصيصا لنقل خامات الحديد من آزويرات إلى ميناء التصدير إلى الأسواق الخارجية في نواذيبو عبر قطار يزيد طول عرباته عن 2500 متر.
" أهمية استراتيجية " ..
ويأتي الشروع في إنجاز هذا المشروع الإستراتيجي ليعكس مرحلة جديدة في العلاقات التاريخية بين الجزائر وموريتانيا، وهو ما سيسمح بتعزِّيز التعاون الإقتصادي بين المتعاملين الإقتصاديين لكلا البلدين وتنشيط الحركية الإقتصادية وانسيابية المُبادلات التجارية ، التي انتقلت من 50 مليون دولار في العام 2018 إلى 87 مليون دولار في العام 2021، وتواصلت في التصاعد إلى أن وصلت 187 مليون دولار في 2023، وستتصاعد هذه الأرقام خلال السنوات المقبلة. وتسعى الجزائر إلى العبور إلى أسواق دول غرب إفريقيا اعتماداً على مُنتجاتها المتنوعة خاصة الهيدروكربونية ، الإسمنت و الحديد ، المُنتجات الصيدلانية ، مختلف البضائع الإلكترونية و الغذائيّة و الزراعية ، أمّا بالنسبة للرؤية الموريتانية فتستهدف الإستفادة من السوق الجزائرية ، خاصة فيما يتعلق بتطوير المناطق الحدودية وزيادة الحركة التجارية عبر المنافذ البرية لمرور صادراتها من الثروة الحيوانية، وكذلك لحركة السفر البري، ناهيك عن استفادة موريتانيا من رسوم عبور السلع الجزائرية إلى دول غرب إفريقيا.