التجهيزات الفندقية منافسة شرسة في السوق الجزائرية
البلاد - حليمة هلالي - لا يختلف اثنان على أن المؤسسة الجزائرية في مجال التجهيزات الفندقية أصبحت تخطوخطوات المؤسسات الأجنبية فاكتسحت الأسواق المحلية. غير أن المشكل الذي أجمع عليه المستثمرون ورجال الأعمال في هذا المجال هونقص المادة الأولية ومشكل استيرادها من الخارج وتغير القوانين من حين إلى آخر، ولا تزال هذه النقطة تشكل عائقا أمام تطور قطاع التجهيزات ويؤثر على الأسعار والخدمات الفندقية وعلى السياحة بالدرجة الأولى.
وقد شهدت الطبعة الـ13 للصالون الدولي للتجهيزات والخدمات الفندقية والإطعام التي يحتضنها قصر المعارض بالصنوبر البحري، مشاركة 97 عارضا جزائريا وأجنبيا جاؤوا للتعريف بأهم المنتوجات والمعدات المتنوعة الخاصة بتأثيث وديكور الفنادق وتزيين المحيط.
وتفننت المؤسسات الجزائرية في تقديم منتوجها للزبائن المتمثلة في الفنادق والمجمعات السياحية من إطعام وأثاث وحتى التأمين والرقمنة ليواكب هذا القطاع الركب ويساهم في جذب الزبائن وتقديم أحسن الخدمات لهم بداية من الفنادق الصغيرة إلى الفنادق الكبيرة ذات الخمس نجوم.
آلاف المشاريع السياحية تصنع المنافسة للمؤسسات الخاصة بالتجهيز الفندقي
تتنافس المئات من المؤسسات أغلبها محلية وذات يد عاملة جزائرية على تقديم خدمتها لمئات الفنادق الموجودة على التراب الوطني. وحسب المكلفة بالإعلام في الوكالة الوطنية لتنمية السياحة، سايح فتيحة، فإن هناك نظرة تفاؤلية مستقبلية من خلال الورشات المفتوحة على المشاريع السياحية، وأنه تم إحصاء ما يزيد على 2200 مشروع فندقي قيد الإنجاز، في حين تم احصاء أزيد من 56 ألف هكتار موجه للاستثمار السياحي وبناء فنادق ومركبات سياحية.
ولم تنف المتحدثة وجود عراقيل أمام المستثمرين على غرار المناطق الصحراوية خاصة أن الأراضي هناك ينبغي ان يتم استصلاحها وتمويلها يتطلب الكثير من الخزينة وهذا ما اهتمت به الحكومة مؤخرا حيث قدمت عدة تسهيلات للمستثمرين الراغبين في إنجاز مشاريع سياحية بالمناطق الجنوبية للارتقاء بالسياحة المحلية.
وأكدت سايح في حديثها لـ"البلاد" أن مشكل عدم تحكم المستثمر في إنجاز فندقه والعجز في استكماله بسبب ارتفاع التكلفة وحتى نقص الملف من الوثائق الضرورية خاصة بنوعية الأرضية تساهم في تأخير فتح الفنادق على المستوى الوطني. وذكرت المتحدثة ان بعض المستثمرين يتعمدون عدم جلب الوثيقة الخاصة بنوعية الأرضية وهذا ما يعرض البعض منها للهدم خاصة تلك التي لم تخضع للدراسات ولم تتطابق مع المواصفات الخاصة بها. ومن بين العراقيل طلب تصنيف النوعية الخاصة بالفندق حيث تساهم هذه ايضا في تأخير فتحه لاسيما إن كان الفندق ذا نجمتين ويرغب في تصنيفه في أربع نجوم وهذا حسبه راجع الى اللجنة الوزارية المختصة في التصنيف.
وحسب ممثلة الوكالة فإن التقديرات الوزارية كشفت أن ما يزيد على 1400 فندق في طور الانجاز في حين لا يزال 2200 فندق قيد الإنجاز وهذا ما يفتح باب المنافسة للمؤسسات المختصة بالتجهيز وعرض منتوجها على هذه الفنادق.
مشكل الأسعار يبقى مرهونا بالعرض والطلب
أكد أغلب المشاركين في الصالون الدولي للتجهيزات والخدمات الفندقية والإطعام أن اسعار الفنادق تبقى مرهونة بالعرض، مشيرين إلى أن عدد الفنادق في توسع وهذا ما يسمح بالمنافسة مستقبلا وتقديم عروض للزبائن وفق ما يحتاجونه، وأن ما يقدمه الزبون التونسي أو المغربي او حتى الأوروبي يرتكز على الطلب وهذا ما ينقص السوق الجزائرية التي تبقى تعرف نقصا في الطلب وبالتالي الأسعار تبقى مرتفعة.
يجدر الذكر أن هناك 920 مشروعا سياحيا في طور الانتهاء من الإنجاز مما يستدعي توفير كل الوسائل لتجهيزها تماشيا مع متطلبات الزبائن.
وتعمل الحكومة حاليا على إبرام اتفاقيات بين قطاعي السياحة والفلاحة لتخصيص فضاءات على مقربة هذه المناطق الجبلية قصد إنجاز مشاريع سياحية بها لدعم السياحة الجبلية والبيئية".
هكذا يتم تجهيز الفنادق في الجزائر
"البلاد" وخلال جولة استطلاعية عبر أروقة الصالون الدولي للتجهيزات الفندقية، وقفت على الخطوات الاولى التي يتم تقديمها للفنادق الجزائرية ومن ثم الى الزبون. وكانت البداية مع مؤسسة tunal concept وهي شركة جزائرية تونسية مختص في التأثيث والتجهيزات الخاصة بالمطاعم الكبرى والفنادق. وحسب المسؤولة عن هذا الجناح فإن خدمتها موجهة لمعظم الفنادق الجزائرية الأمر نفسه بالنسبة لمؤسسة climaref التي تهتم بتهوية الفنادق الكبرى وتجهيزها بالمكيفات ذات النوعية الرفيعة.
وحسب صاحب المؤسسة، عبد الكريم عليق، فإنه مهاجر جزائري فضل الاستثمار في الجزائر بإنشاء مؤسسته الخاصة التي تعمل باحترافية لكونها من بين القلائل الموجودة على التراب الوطني، وقال المتحدث إن العراقيل التى تواجهه كمستثمر في هذا القطاع هي التغييرات التي تطرأ على القوانين وعرقلة المستوردين في جلب العتاد غير الموجود في الجزائر.
من جهته افاد ممثل مؤسسة جزائرية تدعى MRGH والمختصة في تجهيز الفنادق بمواد التجميل والنظافة، بأن إنتاجه جزائري مئة بالمائة وأن مؤسسته برزت للوجود 2006 وتعمل مع الفنادق المعروفة على المستوى الوطني بيد عاملة جزائرية وبمواد أولية محلية.
وقال المتحدث إن الشركة وضعت نفسها في أعلى المراتب في السوق الجزائرية والدليل على ذلك التهافت الكبير لأغلب الفنادق المعروفة على الخدمات التي تقدمها والتي لا تختلف جودتها عن تلك التي تقدم خارج الجزائر أو في كثير من الأحيان أحسن منها.