مشاريع مغربية فاشلة للحرب على الجزائر

غاز النيجر والتطبيع مع روسيا وإدارة ”ترامب”

الجزائر والمغرب
الجزائر والمغرب

 

شرع المغرب في حرب مشاريع اقتصادية وسياسية ضد الجزائر، بدت للوهلة الأولى أنها بحاجة إلى معجزة لتحقيقها، بعدما بنى صنّاع القرار في المؤسسة الملكية تلك الحروب على آمال وتوقعات تصطدم بالواقع الاقتصادي والجيوسياسي.

فقد وقع المغرب اتفاقا لمد أنابيب نقل الغاز النيجيري عبر المغرب مرورا بدول من غرب إفريقيا، ورغم التفاؤل والتطبيل الذي يرافق أغنية ”حصار الجزائر ”، فإن المغرب فشل سياسيا بمجرد أنه بناءه هذا المشروع على ”خنق الثروة الجزائرية”، لذلك فإن دوائر السياسة وصناعة القرار في الاتحاد الأوروبي لا تبدي حماسا لمثل هذه المشاريع التي تبنيها الدول على خلفية نزاعات، يمكن أن تهز أمن تلك الخطوط، خصوصا أنه لا يمكن تأمين الخط الذي يمر بتراب دول من غرب إفريقيا تعيش في معظمها نزاعات طائفية وسياسية وعقائدية، قد تحاصر أوروبا نفسها إن وصلت تلك التوترات إلى مناطق مرور خط الغاز، فأوروبا تبحث عن المصادر الآمنة والمضمونة للتزود بالغاز، تفاديا لتكرار أوكرانيا روسيا، هذه الأخيرة التي تضخ كميات هامة من الغاز لأوروبا تقدر بنحو 420 مليار طن سنويا، عبر شبكة ضخمة من خطوط الأنابيب تمتد من روسيا مرورا بأوكرانيا وبيلاروسيا، وصولاً إلى ألمانيا وبلجيكا بواسطة شركة ”غاز بروم” الروسية. وتشير تقارير ذات صلة إلى أن الدول الغربية ستزيد من حجم استهلاكها للغاز على خلفية الإجراءات الشديدة المتخذة في مجال حماية البيئة منذ بداية تنفيذ اتفاق ”كيوتو” الموقع عام 1992، ورغم وجود خط روسي لتزويد أوروبا بالغاز فإن دول الاتحاد الأوروبي بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأمريكية عملت على إخراج مشروع احتياطي للتزود بالغاز لا يمر بالأراضي الروسية أطلق عليه اسم ”نباكو” العابر للقارات لنقل الغاز من أواسط آسيا إلى أواسط أوروبا، ومن خلال التجارب السابقة التي مرت بها أوروبا  فإن طريقا آمنا لخطوط الغاز أهم من التصورات الخيالية التي يطرحها المغرب في مشروع لن يجد الأرض التي يمتد عليها، وحتى إن وجدت فإن المخاطر الأمنية في دول غرب افريقيا تحد من هذا الحلم الذي يهدف إلى شن حرب مفتوحة على الجزائر.

وإذا كان الشق الاقتصادي بدا منذ الوهلة الأولى مشروعا فاشلا، فضلا عن حرب المخدرات التي يشنها المغرب ضد الجزائر منذ سنوات، فإن مشاريع الاستثمار مع الشركات الكبرى في مجال صناعة تجميع السيارات لقيت هي الأخرى فشلا ذريعا، بعدما أعلنت عدة شركات عالمية عن الاستثمار في هذا النشاط بالجزائر من ألمانيا واليابان وفرنسا والصين وكوريا...

سياسا فإن الدبلوماسية المغربية أصيبت بحالة من فقدان البوصلة، فهي تراهن على التقارب مع روسيا في حين تعمل على إيجاد صيغة تطبيع مع الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، فيما تعمل على الاستثمار في تقاربها التاريخي مع دول الخليج، وهي حالات سياسية متناقضة، فقد أدت التصريحات المغربية ضد روسيا ودورها في سوريا إلى غضب روسي تزامن مع غضب آخر بسبب التوقيع على مشروع خط أنابيب الغاز من النيجير إلى المغرب، حيث اعتبره دبلوماسيون روس محاولة التفاف على الدور الروسي في هذا القطاع بأوروبا.

أما أمريكيا فإن إدارة ترامب غير راغبة في التعاطي إيجابيا مع الرباط على خلفية الدعم المالي المبالغ فيه الذي وجهه الملك محمد السادس للمترشحة هيلاري كلينتون خلال الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية المثيرة للجدل.

سياسيا دائما، لم تأت جولة الملك محمد السادس لإفريقيا بأي نتائج ملموسة تذكر رغم إغراءات التعاون الاقتصادي الذي يبقى المغرب نفسه بحاجة إليه من خلال الدعم الخليجي، فلا يمكن للمغرب الذي يفتقد مصادر الثروة أن يقوم بدور اقتصادي في إفريقيا، وهي قناعة راسخة لدى معظم قادة القارة السمراء.

أما المحاولات السياسية لتقسيم دول الاتحاد الإفريقي فقد فشلت فشلا ذريعا حيث لم يتوصل المغرب إلى افتكاك موافقة بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي، هذه المشاريع السياسية والاقتصادية فاشلة منذ الوهلة الأولى فهي تروم محاصرة الجزائر بأدوات هشة، لايمكن إزاء صلابة التموقع الجزائري في المنطقة أن تهزها سواء في المدى القريب أو البعيد.

مقالات الواجهة

الأكثر قراءة

  1. أمطار رعدية عبر 11 ولاية

  2. منع دخول السيارات الجديدة والأقل من 3 سنوات في إطار الاستيراد عبر مينائي العاصمة و وهران خلال موسم إصطياف 2025 ضمانا لاستقبال أمثل للجالية

  3. كشمير.. تبادل لإطلاق النار بين الهند وباكستان

  4. مقتل مصلّ داخل مسجد بفرنسا .. الجامع الكبير بباريس يُندد ويطالب بالحقيقة

  5. الموافقة على تعيين سفير الجزائر الجديد لدى جمهورية غينيا

  6. الدرك الوطني بالوادي يوقف 03 أشخاص ويحجز كميات معتبرة من مختلف السلع والمواد المهربة.

  7. 6 قتلى بتحطم طائرة للشرطة في تايلاند

  8. نمور و4 جمبازيين يشاركون في مونديال الجمباز بالقاهرة

  9. وليد صادي يشارك في أول اجتماع للجنة التنفيذية للكاف بأكرا