في خطابٍ استثنائي ألقاه رئيس جنوب إفريقيا، سيريل رامافوزا أمام البرلمان بغرفتيه معا اليوم الجمعة أبرز العلاقات العميقة والتاريخية التي تربط بلاده بالجزائر، مشيدًا بدور الجزائر الكبير في دعم نضال بلاده ضد نظام الفصل العنصري. وعبّر عن شكره العميق للشعب الجزائري، مؤكدًا أن دعم الجزائر لجنوب إفريقيا في فترة الظلم كانت له آثار كبيرة على تحرير البلاد وتحقيق الديمقراطية.
الجزائر دعم تاريخي ضد نظام الفصل العنصري
أشار رئيس جنوب إفريقيا إلى أن الجزائر كانت دائمًا حليفًا أساسيًا في نضال بلاده ضد الفصل العنصري، مضيفًا أن الجزائر كانت ملاذًا آمنًا ومنصة تدريب للمناضلين الجنوب إفريقيين.
كما ذكر أن الرئيس الجزائري الأسبق، أحمد بن بلة، أكد في خطاب له أن الجزائر كانت ملتزمة بدعم الحركات التحررية في إفريقيا كلها، مشيرًا إلى موقف الجزائر المبدئي الذي جعلها تشارك في دعم حقوق الشعوب الأفريقية. وقال الرئيس: "مانديلا قال عندما وصل إلى الجزائر: الجيش الجزائري صنع مني رجلاً".
التعاون الثنائي
آفاق جديدة في التجارة والاستثمار كما تطرق الرئيس إلى التطور الكبير في العلاقات بين البلدين، مشيرًا إلى أن الجزائر ساهمت بشكل فعال في تحرر جنوب إفريقيا.
وفي إطار اللجنة الثنائية المشتركة بين البلدين، التي عقدت للمرة السابعة، أشار الرئيس إلى أهمية تعزيز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وجنوب إفريقيا. وأضاف أن المنتدى الاقتصادي الذي عقد مؤخرًا شهد تفاعلًا كبيرًا بين رجال الأعمال من البلدين في مجالات متنوعة مثل النفط والغاز، والطاقة المتجددة، والزراعة، والبنية التحتية.
وأكد الرئيس أن التعاون الاقتصادي بين البلدين يجب أن يركز على مصلحة الشعوب، مع ضمان استفادة الدولتين من مواردهما الطبيعية في مشاريع مشتركة بعيدًا عن الاستعمار أو الاستغلال الخارجي. وأكد على أن العلاقات الاقتصادية تتطلب تعزيز فرص الاستثمار وخلق فرص عمل لدعم نمو اقتصادات البلدين.
موقف مشترك بشأن فلسطين
فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، أكد رئيس جنوب إفريقيا أن بلاده لن تتوانى في دعم الفلسطينيين في نضالهم من أجل حقوقهم. وقال: "حرية جنوب إفريقيا لن تكتمل حتى ينال الفلسطينيون حريتهم". وأضاف أن بلاده اتخذت خطوات قانونية ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية بسبب الجرائم التي ارتكبتها ضد الفلسطينيين، مشيرًا إلى القصف العشوائي للمنازل والمستشفيات في غزة وقتل الأطفال. وصرح الرئيس بأن هذا الموقف هو انعكاس للمبادئ التي تعلمتها جنوب إفريقيا من نضالها ضد الفصل العنصري، معتبراً أن الحرية لا تكتمل إلا عندما يحصل كل شعب على حقوقه.
الصحراء الغربية
دعم مستمر للقضية العادلة من جهة أخرى، أكد الرئيس الجنوب إفريقي على موقف بلاده الثابت في دعم حقوق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، مشيدًا بالدور القيادي الذي تلعبه الجزائر في هذا السياق. وصرح بأن "جنوب إفريقيا والجزائر ملتزمتان بمواصلة دعم حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ونؤكد على ضرورة احترام ميثاق الأمم المتحدة". وأكد أن هذا الدعم يعكس الإيمان العميق بحقوق الإنسان والعدالة.
الآمال المشتركة في مجموعة العشرين ودعوة الجزائر للمشاركة
كما دعا رئيس جنوب إفريقيا الجزائر إلى الانضمام إلى مجموعة العشرين في عام 2025، بهدف تعزيز التعاون الأفريقي على الساحة الدولية.
وأكد أن الجزائر، من خلال عضويتها في هذا المنتدى الدولي، ستكون قادرة على المشاركة بشكل أكبر في مناقشات الاقتصاد العالمي والسياسات الدولية. وأضاف أن هذه الخطوة ستساهم في تعزيز النمو الاقتصادي للقارة الإفريقية وتوفير المزيد من الفرص لدولها. وقال الرئيس الجنوب إفريقي: "نريد للجزائر أن تنضم إلى مجموعة العشرين لكي نواصل العمل معًا من أجل تقدم إفريقيا".
وأضاف أن العمل المشترك بين الجزائر وجنوب إفريقيا في قضايا التنمية والاقتصاد سيسهم في تحقيق حلم قارة مزدهرة ومتكاملة.
دعوة للتعاون والتضامن بين الشعوب
في ختام خطابه، وجه رئيس جنوب إفريقيا دعوة مفتوحة للشعب الجزائري لزيارة جنوب إفريقيا، مؤكدًا أن العلاقات بين البلدين هي علاقات أخوة وتضامن، وأن جنوب إفريقيا تعتبر الجزائر وطنًا ثانيًا لها. وقال: "نحن شعب واحد، ونحن متحدون في نضالنا من أجل الحرية والعدالة، ويجب أن نتقدم معًا، نطور معًا، ونزدهر معًا".
